33
عليَّ بليتي» .
ثمّ قال:
«آهٍ إن أنا قرأتُ في الصحف سيئة أنا ناسيها، وأنت محصيها، فتقول خذوه فيا لَه منمأخوذ لا تنجيهعشيرته ولاتنفعه قبيلته. يرحمه الملأ إذاأذّن فيه النداء» .
ثمّ قال:
«آهٍ من نار تنضح الأكباد والكلى. آهٍ من نار نزّاعة للشوى. آهٍ من غمرة من ملهبات لظىٰ» . ثمّ انفجر في البكاء، فلم أسمع له حسّاً ولا حركة فقلت غلب عليه النوم لطول السهر، أوقظهُ لصلاة الفجر (قال أبو الدرداء) فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحرّكته فلم يتحرّك، وزويته فلم ينزو، قلت: إنّا للّٰهوإنّا إليه راجعون.
مات واللّٰه علي بن أبي طالب. فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم.
فقالتفاطمة عليها السلام: «يا أبا الدرداء، ما كان من شأنه و من قصّته؟» ، فأخبرتها الخبر.
فقالت: «هي واللّٰه يا أباالدرداء الغشية التي تأخذه من خشية اللّٰه» ، ثمّ أتوه بماء فنضحوه علىٰ وجهه، فأفاق ونظر إليَّ وأنا أبكي.
فقال: ممَّ بكاؤك يا أباالدرداء؟
فقلت: ممّا أراه تنزله بنفسك.
فقال: يا أبا الدرداء، فكيف لو رأيتني ودُعي بي إلى الحساب، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب، واحتوشتني ملائكة غلاظ، وزبانية حفاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبّار، قد أسلمني الأحبّاء، ورحمني أهل الدنيا، لكنتَ أشدّ رحمة لي بين يدي من لا تخفىٰ عليه خافية.
فقال أبوالدرداء: فواللّٰه ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله 1ممّا قالوه
ما تقول في عليٍّ عليه السلام؟
سؤال أجاب عنه الخليل بن أحمد الفراهيدي.