30القادم وهو يظنّ أنّه صلى الله عليه و آله ساخط عليه وغير راضٍ عنه، وإلّا الرفض، وأنّه ينتظر في زواجها أمر اللّٰه وقضاءه 1.
تقدّم عليٌّ عليه السلام بخطوات يكتنفها الحياء، وراحت نظراته تتوزع هنا وهناك، نظرة إلىٰ وجه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وأخرىٰ يرسلها بعيداً، وثالثة إلىٰ ما بين يديه، ماذا يقول ويده خالية.
حانت نظرة من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إليه فعرف ما يريد: إنّ علياً جاء لحاجة، وحاجة عليّ يمنعه حياؤه من التحدّث بها، فبادره رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله مشجّعاً حتّىٰ ينطق، وما إن نطق حتّىٰ كان ذلك البيت من أبهىٰ وأزهىٰ وأزكىٰ وأعظم بيوت الدنيا بل وأغناها إيماناً وطهارةً وأثراها أخلاقاً وعلماً. . . إنّه بيت عليّ وفاطمة ثمّ ريحانتي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله الحسن والحسين عليهما السلام والذرّية الصالحة!
وفي السنن الكبرىٰ يقول عليّ عليه السلام: «لقد خطبت فاطمة بنت النبيّ صلى الله عليه و آله فقالت لي مولاة: هل علمت أنّ فاطمة تخطب؟
قلت: لا - أو نعم -
قالت: فاخطبها إليك.
قال: قلت: وهل عندي شيء أخطبها عليه؟ ! قال: فواللّٰه ما زالت ترجيني حتّىٰ دخلت عليه، - وكنّا نجلّه ونعظّمه - فلمّا جلستُ بين يديه ألجمت حتّىٰ ما استطعت الكلام.
قال: هل لك من حاجة؟ فسكتُ فقالها ثلاث مرّات.
قال: لعلّك جئت تخطب فاطمة!
قلت: نعم يا رسول اللّٰه.
قال: هل عندك من شيء تستحلّها به؟
قال: قلت: لا واللّٰه يا رسول اللّٰه.
قال: فما فعلت بالدرع التي كنتُ سلّحتكها؟