25وتنشئته وإعداده، وراحت يداه المباركتان ترعاه أحسن رعاية وتحفظه من كلّ تحديات مجتمعه وانحرافاته، فولد وعاش طفولته وصباه وقد كرّم اللّٰه وجهه من أن يسجد للّآت أو يركع للعزّى أو يشطط به قدم هنا وهناك، ومثل هذا ما نراه في كلام العقّاد الآتي فيما بعد.
وكيف يسجد لصنم أو ينحرف به السير. . ولحمه لحم رسول اللّٰه ودمه دمه وهو وعلي من نور واحد ومن شجرة واحدة وفي صلبه ذرية رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وهو من رسول اللّٰه ورسول اللّٰه منه 1؟ !
ثمّ كيف يسجد لصنم وهو يكرهها صغيراً بل وهو جنين - فبغضه لها من بغض رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لها - وهو الذي راح يقلعها كبيراً ويطهِّر الأرض منها والقلوب؟ !
يقول عليه السلام: انطلق رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إلى الكعبة فقال لي: اجلس.
فجلست، فصعد على منكبي.
فقال لي: انهض.
فنهضت فعرف ضعفي تحته.
قال لي: اجلس.
فجلست، ثمّ نهض بي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فخيّل إلي أنني لو شئت نلت أُفق السماء، فصعدت إلى الكعبة.
وتنحّى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقال: ألق صنمهم الأكبر، صنم قريش. وكان من نحاس مُوتّدٍ بأوتاد من حديد في الأرض.
فقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: عالجه.
فجعلت أُعالجه، حتى استمكنت منه. فقال: اقذفه، فقذفته حتّى انكسر.
ونزلت من فوق الكعبة، وانطلقت أنا والنبي صلى الله عليه و آله نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم.
وهناك مصادر تقول: إنّ هذه القصّة مع بعض التغيير وقعت بعد فتح مكّة.