236(إنه لأخشن في ذات اللّٰه) وما شاكل ذلك، ومن الواضح أن حديث الغدير وما حفّ به من قرائن وعلائم قرن فيه النبي صلى الله عليه و آله بين العترة والكتاب، وجعل علياً مولًى للمسلمين كما أنه صلى الله عليه و آله مولى لهم، وهذا يناسب جعل علي عليه السلام اماماً على الأمة، ولا يريد صلى الله عليه و آله أن يدفع عن علي عليه السلام اتهامات أهل اليمن إنما يريد إثبات مقام عظيم له، وهو مقام الإمامة بعده صلى الله عليه و آله.
وثالثاً: وقع خلط في تاريخ الشكاية على عليّ عليه السلام، إذ إن النبي صلى الله عليه و آله بعث علياً إلى اليمن مرتين: الأولى في السنة الثامنة، والأخرىٰ في السنة العاشرة من الهجرة، والذي نقل في كتب التاريخ أن الشكاية على عليّ إنما كانت في البعث الأول أي السنة الثامنة الهجرية وليس في البعث الثاني أي: السنة العاشرة الهجرية، فقد روي أنه بعث رسول اللّٰه بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعلي على الناس، وإن افترقتم فكل واحد منكما على جنده، قال: فلقينا بني زيد من أهل اليمن، فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين، فقتلناالمقاتلة، وسبينا الذرية، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه، وقال بريدة: فكتب معي خالد إلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، يخبره بذلك، فلما أتيت النبي صلى الله عليه و آله دفعت الكتاب، فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجهه، فقلت: يا رسول اللّٰه هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه، ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: لا تقع في علي فإنه مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي وأنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي» (81) .
التفسير الثاني: الحديث جواب لأسامة بن زيد:
ونقل بعض أن حديث الغدير إنما قاله النبي صلى الله عليه و آله على أثر نزاع شخصي بين أسامة بن زيد وبين علي عليه السلام حيث قال إسامةلعلي عليه السلام: لست مولاي إنما مولاي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فقال صلى الله عليه و آله بعد أن سمع بالنزاع: «من كنت مولاه فعلي مولاه» (82) .
والجواب:
أولاً: إن أراد اُسامة أن علياً ليس