204لأن الإمام عليه السلام في غنى عنها كما يرى الشنقيطي لكثرة ما ثبت في السنّة من أحاديث فضائله، أرسله إرسال المسلّم أن من مناقبه - كرّم اللّٰه وجهه - أنّه ولد في داخل الكعبة، ولم يعرف ذلك لأحد غيره إلّاحكيم بن حزام رضي اللّٰه عنه.
وقد أوضحنا القول في هذه الولادة الأخيرة المزعومة في المقدّمة وفي متون هذا الكتاب فلا نعيد.
وقفة أخيرة:
ويفرد المؤلف ختام فصله الأخير من كتابه القيم هذا بمناقشة مختصرة لما قاله الشيخ علي القاري في (شرح الشفا) بعد أن قال في حكيم بن حزام: «ولا يعرف أحد ولد في الكعبة غيره على الأشهر» ما نصّه: «وفي "مستدرك الحاكم" أن عليّ بن أبي طالب - كرّم اللّٰه وجهه - أيضاً ولد في داخل الكعبة» 1.
فيقول الشيخ المؤلف بعد ذكره لما قاله القاري:
ليت القاري لم يسحب ذيل أمانته على كلمة الحاكم الموجودة في (المستدرك) . . . وليته ذكر قوله: تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين في جوف الكعبة. ثمّ واصل الشيخ ردّه بقوله: ليت! وهل ينفع شيئاً ليتُ؟ عذرته، فهو حين رمى القول على عواهنه في ولادة حكيم بن حزام بإسناده إلى الأشهر المستخرج من عُلبة مخيّلته لم يكن يسعه المصارحة بأنّ خلافه ممّا تواترت به الأخبار، فلا أقلّ من التكافؤ بأن يكون كلّ منهما مشهوراً. فكان الأحفظ لسمعته والأستر لَمينه، أي (لكذبه) أن يمسخ كلمة الإمام الحاكم إلى رأيت، وكان من المحتمل القريب أن لا يناقشه أحد الحساب، لكن الحقيقة لابدّ وأن تبرز نفسها.