203. . . ثمّ قال: إنا لا نقيم لهاتيك الرواية الساقطة وزناً، وإن وافق راويها في إخراجها ابن حجر في (الصواعق) ولقد أُسرَّ ناقلها حَسواً في ارتغاء يزيد وقيعة في اُمّ الإمام كما تحامل على أبيه المقدّس فحكم بكفره لأمر دبّر بليل، فصبّها في قالب الفضيلة له وتلقّاها الغير في غير ما رويّة، انتهى.
أما عبد الرحمن الجامي في (شواهد النبوّة) 1فقد أسند حديث ولادة الإمام علي عليه السلام إلى بعضهم. وإن خلط الحابل بالنابل - كما يقول عنه المؤلّف - وجاء بعثرات لا تقال حول تاريخ الولادة مخالفة للضرورة والإجماع، إلّاأنّ المهمّ في كلامه هو إسناد حديث الولادة.
وما قاله الشيخ عبد الحق بن سيف الدين المحدّث الدهلوي في (مدارج النبوّة) . . . وقالوا: إنّ ولادته كانت في جوف الكعبة» 2.
وأمّا حديث الولادة الذي رواه يزيد بن قعنب فقد ذكره الأمير محمد صالح الكشفي الترمذي الأكبر آبادي في كتابه (المناقب) بأسانيد متكرّرة، وقد أرسله إرسال المسلّم في كتابه المذكور، ونقل أيضاً في كتابه هذا قول أبي داود البناكتي: «لم يحظ أحد قبل الإمام عليه السلام ولا بعده بشرف الولادة في البيت» 3.
وصدر الدين أحمد البردواني وهو من متأخّري علماء السنّة في (روائح المصطفى) قال: كانت ولادته عليه السلام في جوف الكعبة. . .» 4.
وشاه محمد حسن الجشني في كتاب (آئينه تصوف) قال: إنّه عليه السلام ولد في الكعبة. . . وميرزا محمد بن رستم البدخشي قال في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) : . . . ولم يولد في البيت الحرام أحد سواه، قبله ولا بعده، وهي فضيلة خصّه اللّٰه بها» .
وأمّا العلّامة الشيخ الشنقيطي المدرس بالأزهر في (كفاية الطالب لمناقب علي ابن أبيطالب) وهو شديد التحرّز من أحاديث الروافض المكذوبة كما يزعم؛