201وإعلاءً لمرتبته وإظهاراً لتكرمته» 1.
وقد نقل هذه العبارة كلّ من الصفوري الشافعي في (نزهة الحلبي) 2والسيد علي خان المدني في (الحدائق الندية) 3والشبلنجي الشافعي في (نور الأبصار) والسمهودي في (جواهر العقدين) وبرهان الدين الحلبي في (انات العيون) ، وما ذكره السبط ابن الجوزي في (تذكرة خواص الأمّة) هو: «روي أنّ فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت وهي حامل بعليّ عليه السلام فضربها الطلق، ففتح لها باب الكعبة، فدخلت فوضعته فيها، وكذا حكيم بن حزام ولدته أمّه فيها» .
وهنا راح يفرّق بين الولادة المزعومة لحكيم بن حزام داخل الكعبة وبين ولادة عليّ عليه السلام داخل الكعبة فيقول:
إنّ ولادة حكيم فيها، على تقدير صحّتها - والكلام للمؤلّف - من جملة الصدف والاتفاقات غير القصدية، فليس فيها فضل ما غير تلويث البيت بالمخاض، ويجب تطهيره. وأين هذه من ولادة أمير المؤمنين عليه السلام الذي فُتح لأُمّه الباب، كما في عبارة السبط نفسه (ففتح لها باب الكعبة فدخلت فيها) ، ولم يُفتح لغيرها بالرغم من جهدهم في ذلك كما سبق في أحاديث كثيرة، أو انشقّ لها جدار البيت فدخلته كما في أحاديث الشيعة، ولا يعدو ذلك أن يكون الأمر إلهياً قصد به التنويه بشريف المولود المبارك الذي تشرّف البيت بولادته فيه؟ !
وهناك حديث طويل أخرجه أبو نعيم الحافظ يبدو أنّه في فضل فاطمة بنت أسد أو في فضل ولادة علي داخل الكعبة إلّاأنّهم قالوا: «في إسناده رَوح بن صلاح ضعّفه ابن عديّ فلذلك لم نذكره» .
وروح هذا في الوقت الذي ضعّفه ابن عدي فإنّ ابن حبّان ذكره في الثقات كما أنّ الحاكم قال عنه: ثقة مأمون 4.
كما أن نقل ابن الجوزي حديث الولادة المباركة لعليّ عليه السلام داخل الكعبة بصيغة المجهول «روي» لم يكن فيه - والكلام للشيخ - أي إيعاز إلى الوهن فيه بعدما عرفنا