181«ولد بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة. . ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت اللّٰه سواه، إكراماً له من اللّٰه جلّ اسمه له بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم» 1كما روى في مزاره وشاركه في هذا كلّ من الشهيد في مزاره وابن طاووس في مصباح الزائر ما علّمه الإمام الصادق عليه السلام لمحمّد بن مسلم حين زيارته أمير المؤمنين عليه السلام:
السلام عليك يا من ولد في الكعبة أو السلام على المولود في الكعبة 2.
والشيخ المفيد - والقول للمؤلّف - من عرفته الأمّة بالنقد والتمحيص وأنه كيف كان يردّ الأخبار لأدنى علّة في أسانيدها أو متونها أو يتردّد في مفادها، يعرف ذلك كلّه من سبر كتبه ورسائله ومسائله، أو هل تراه مع ذلك يعدل عن خطته القويمة فيرمي القول على عواهنه بذكر الواهيات على سبيل الجزم بها، لا سيما في كتاب (الإرشاد) الذي قصد فيه إعلاء ذكر آل محمّد صلى الله عليه و آله و سلم والتنويه بفضلهم وإمامتهم وتقدّمهم فيها، فهل يذكر فيه إلّاما هو مسلّم بين الفريقين أو الملأ الشيعي على الأقلّ؟ ! وتبع الشيخ المفيد معاصره النسّابة ابن الصوفي 3.
مع السيّد الحميري
وقد أوشك هذا الفصل على نهايته، ارتأى الشيخ أن يقتطع شيئاً ممّا نظمه السيّد الحميري (ت 179) فيما يخصّ ولادة الإمام عليه السلام في الكعبة:
ولدته في حرم الإله وأمنه
وله أبيات أخرىٰ منها:
طِبت كهلاً وغلاماً
وقد أعدّ المؤلّف نظم السيّد الحميري هذا أثبت لمفاده من أسانيد متساندة.
والسبب في هذا - كما يقول المؤلّف -: هو أنّ السيّد الحميري الذي كان يسير بشعره