105ولم يعلم الإمام المسؤول في هذه الرواية لوضوح أنّ الحسن بن محبوب لا يروي عن الإمام عليّ عليه السلام، ففيها إرسال في أكثر من واسطة إذا كان المقصود بعليّ هو أمير المؤمنين عليه السلام وكانت الرواية منقولة عن الإمام الكاظم عليه السلام أو الإمام الرضا عليه السلام اللذين عاصرهما الحسن بن محبوب وروى عنهما، ويحتمل أن يكون الإمام المقصود هو علي بن موسى الرضا عليه السلام الذي عرف الحسن بروايته عنه، ولأجل تردّد الرواية بين هذين الاحتمالين، فقد اعتبرها الشيخ الطوسي في التهذيب موقوفة غير مسندة إلى أحدٍ من الأئمّة 1. واعتبرها صاحب الجواهر مضمرة لم يُعرف الإمام المسؤول فيها 2، ولكن اشتهار التعبير عن الإمام علي عليه السلام في لسان الروايات بما هو وارد في هذه الرواية، واشتهار التعبير عن أسميائه من الأئمّة بالكنى أو بالألقاب أو بالاسم الثنائي أو الثلاثي بنحو جعل التعبير بالاسم المفرد وكأنّه من خواص الروايات عن الإمام علي عليه السلام يجعل احتمال كونها عنه قوياً، فتكون مرسلة حينئذٍ.
7 - مَنْ نذر الحجّ ماشياً
المعروف في مسألة من نذر الحج ماشياً وجوب ذلك عليه، وادُّعي الإجماع على ذلك، وكتفريع على ذلك ظهرت مسألة حكم مواضع العبور التي يضطرّ الحاج إلى ركوب السفينة فيها، ونحوها، وقد روي عن الباقر عليه السلام عن آبائه: أنّ عليّاً سئل عن ذلك فقال: «فليقم في المعبر قائماً حتّى يجوز» 3.
8 - المواقيت
لم تورد مصادر الحديث والفقه الإمامي شيئاً مأثوراً عن الإمام علي عليه السلام في باب المواقيت، بينما ذكرت بعض المصادر السنّية خبراً عنه عليه السلام يقول فيه: «ميقات من حجّ من المدينة أو اعتمر ذو الحليفة، فمن شاء استمتع بثيابه وأهله حتّى يبلغ ذو الحليفة، وميقات من حجّ أو اعتمر من أهل العراق العقيق، فمن شاء استمتع بثيابه وأهله حتّى يبلغ العقيق، وميقات من حجّ أو اعتمر من أهل الشام الجحفة، فمن