41
[ 4 ] وقال شيخنا المحّقق الشيخ عليّ - أعلى اللّٰه قدره - في شرح القواعد:
« الذي ما زال يختلج بخاطري أنّ جهة القبلة هي: المقدار الذي شأن البعيد أن يجوّز علىٰ كلّ بعض منه أن يكون هو الكعبة، بحيث يقطع بعدم خروجها عن مجموعه» 1.
[ 5 ] وعرّفها شيخنا الشهيد الثاني - نوّر اللّٰه مرقده - في شرح الشرائع:
ب « القدر الذي يجوّز علىٰ كلّ بعض 2منه كون الكعبة فيه، ويقطع بعدم خروجها عنه، لأمارة يجوز التعويل عليها شرعاً» 3.
[ 6 ] وعرّفها بعضهم بأنّها: « قوس من الأُفق يجوّز علىٰ كلّ خطٍّ خارجٍ من جهة الساجد 4، منتهياً إليه أن يمرّ بالكعبة» .
فهذه تعريفات 5ستّة للجهة.
وظنّي أنّه لا يسلم شيءٌ منها من خلل، كما ستحيط به خُبراً.
[ 7 ] ولو عُرِّفَتْ بأنّها « أعظم سمتٍ يشتمل على الكعبة قطعاً أو ظنّاً، بحيث تتساوىٰ نسبةُ أجزائه إلىٰ هذا الاشتمال من غير ترجيح» لكان أقربَ إلى السلامة، كما ستعرفه إن شاء اللّٰه تعالىٰ.
تمثيل:
لنفرض دائرةً أُفقاً من الآفاق العراقية، كالكوفة، والمصلّي علىٰ مركزها وهو نقطة ( د) .
وقد أدّته الدلائلُ أو الأماراتُ إلىٰ أنّ قِبلة الكوفة في جانب الجنوب. .
إمّا بالسفر منها إلىٰ مكّة وتدبّر الطريق.
أو للعمل بالأمارات المعروفة لأهل العراق، كجعل الجَدْي على المنكب الأيمن، والمغرب والمشرق 6على اليمين واليسار، ولنفرضه قاطعاً أو ظانّاً وقوعَ الكعبة في امتداد ( ب - ج) 7بحيث يُجوِّزُ علىٰ كلّ جزءٍ منه أنْ يكونَ فيه الكعبةُ، ويقطع بعدم خروجها عن مجموعه 8.