40
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
أمّا بعد الحمد والصلاة؛
فيقول أقلّ العباد محمّد، المشتهر ب: بهاء الدين العامليّ، عفا اللّٰه عنه:
إنّ تحقيق حقيقة جهة القِبلة، التي يجب على البعيد تحصيلها، والتوجُّهُ إليها، من المهمّات؛ ليكون المتوجّهُ عارفاً - في الجملة - بحقيقة ما يتوجّه إليه ويستقبله.
وقد اختلف كلام فقهائنا - قدّس اللّٰه أرواحهم - في الكشف عنها، وبيان ماهيّتها، مع أنّه لا مريةَ لأحدٍ في أنّها: « ما يكون العاملُ بالعلامات المقرَّرة متوجّهاً إليها» .
لكن، لمّا لم يكن هذا القدر كافياً في شرح حقيقتها - لكونه من قبيل تعريفها ب:
« ما يجب استقباله في الصلاة» وهو كالردّ إلى الجهالة - لأنّ الغرض شرح حقيقة ذلك الشيء الذي يجب استقباله، فلهذا لم يعوّل الفقهاء - رحمهم اللّٰه - علىٰ تعريفها بذلك، وأوردوا ما يشرح ماهيّتها في الجملة:
[ 1 ] فعرّفها العلّامة - طاب ثراه - في المنتهىٰ: ب « السمت الذي فيه الكعبة» 1.
وقد يُفسَّر السمت هنا: بامتدادٍ 2معترضٍ في أحد جوانب الأُفق.
[ 2 ] وعرّفها في التذكرة بأنّها: « ما يظنّ أنّه الكعبة حتّىٰ لو ظنّ خروجه عنها لم تصحّ» 3.
والظاهر أنّه أراد ب « ما يظنّ أنّه الكعبة» ما يظنّ اشتماله عليها، ويؤيّده قوله:
« حتّىٰ لو ظنّ خروجه عنها» .
[ 3 ] وعرّفها شيخنا - قدّس اللّٰه روحه - في الذكرىٰ: ب « السمت الذي يُظنّ كون الكعبة فيه» 4.