275الخالق وحده. . بالطاعة الكاملة واتباع المنهج. . والاحتكام إلى اللّٰه فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً 1.
. . . ولنطمئن أننا قد عرجنا في مدارج الاستسلام للّٰه، نراجع ذواتنا ونحن في الطواف حول البيت العتيق. . وفي السعي بين الصفا والمروة. . وفي رمي الجمرات. .
وقبل ذلك كلّه في الوقوف بعرفة. . كلّها ترمز إلى الاستسلام والتسليم. . الطاعة للّٰه والخضوع له. . هذه الشعائر من ذا الذي يحيط بشيء من حكمتها. . سوى اللّٰه الخالق. . العليم الخبير. . ما علينا إلّاالترديد بإخلاص وصدق (لبّيك اللهمّ لبّيك) . .
وهذا هو التسليم الخالص للّٰهسبحانه وتعالىٰ.
ولقد وهنت عرى التسليم الواعي في الأنفس. . كثيرون لا خلوص لهم في التسليم والاستسلام للّٰه. ينادون (لبّيك اللهم لبّيك) ولا تكاد الكلمات تنفذ إلى دواخلهم، لتزلزل كلّ علائق الشرك أو الهوى. المطلوب هو التوجّه الخالص إلى ربّ الخلائق. . إنّه وحده المعبود المحبوب المطاع. . بعض الملبّين يشركون المال أو السلطان. . بعضهم يشركون في الحبّ. . حبّ الذات أو المال أو الولد. . أو خلاف ذلك. . لا تسليم ولا إسلام لاُولئك الذين يشركون. . إفراد الخضوع للّٰهوالخلوص في التوجّه إلى الخالق المعبود هو ما يجب استحضاره مع كلّ تلبية. . وفي كلّ حين. . فلا خضوع لغير الخالق المعبود. . ذلك هو المقام الذي يجعل من الإنسان مخلوقاً ربّانياً. .
يدعو فيستجاب له. . يجاهد في سبيل اللّٰه فيهديه اللّٰه إلى سبيله. . سبل النصر والعزّة والتوكّل والرقي في مدارج الكمال. . والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبلنا 2. . . إنه الإنسان المستسلم إلى اللّٰه - المتوكّل عليه - توكلاً إبراهيمياً. . أبو الأنبياء سلَّم أمره للّٰهوهو يُلقى في النار. . فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين 3. . وبعد طول سؤال ودعاء رزقه اللّٰه سيّدنا إسماعيل. . ربِّ هب لي من الصالحين* فبشّرناه بغلامٍ حليم 4.