242القدوم يجب على من أحرم من الحلّ ولو كان مكياً، وتجب الفدية على من قصد عرفة وترك طواف القدوم وكان الوقت متسعاً.
وقالوا أيضاً: يطوف المتمتع للقدوم قبل طواف الإفاضة ثمّ يطوف طواف الإفاضة.
أمّا الحكمة منه: فيقول: إنّ الطواف تحية البيت لا المسجد، فيبدأ به لا بصلاة تحية المسجد؛ لأنّ القصد من إتيان المسجد البيت، وتحيته الطواف.
وذكر له أحكاماً وآداباً متعدّدة. . 1ومن أسمائه الأخرى التي ذكروها:
طواف التحية للسبب الذي ذكر.
وطواف القادم. طواف الورود لورود الحاج مكة أو الوارد.
2 - طواف الزيارة: باتفاق جميع الفقهاء من الفريقين أنه ركن لا يتمّ الحج بدونه ويفوت بفواته. وأنّه إن ترك لا يجزئ عنه دم للآية الكريمة:
وليطوّفوا بالبيت العتيق . ولما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة: «حججنا مع النبيّ صلى الله عليه و آله فأفضنا يوم النحر، فحاضت صفية، فأراد النبيّ صلى الله عليه و آله منها ما يريد الرجل من أهله، فقلت: يارسول اللّٰه، إنّها حائض، قال: أحابستنا هي؟ قالوا: يارسول اللّٰه، إنّها قد أفاضت يوم النحر، قال: اخرجوا» 2.
يقول الزحيلي بعد ذكره لهذه الرواية: فمن ترك طواف الزيارة، رجع من بلده متى أمكنه محرماً، لا يجزئه غير ذلك، لقصة صفية المتقدّمة، فإنّه صلى الله عليه و آله قال بعد أن حاضت:
«أحابستنا هي؟ قيل: إنّها قد أفاضت يوم النحر، قال: فلتنفر إذاً» .
فهذا يدلّ على أنّ هذا الطواف لابدّ منه، وأنّه حابس لمن لم يأت به، فإن نوى التحلل ورفض إحرامه، لم يحل بذلك؛ لأنّ الإحرام لا يخرج منه بنيّة الخروج. وعلى هذا فإذا فات طواف الإفاضة عن أيّام النحر لا يسقط، بل يجب أن يأتي به؛ لأنّ سائر الأوقات وقته.