206عليه، فقالوا له: يا أبا ذر، حدثنا ما سمعت من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، فقال لهم: سمعت حبيبي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقول: في الإبل صدقتُها، وفي البقر صدقتُها، وفي البر صدقته، من جمع ديناراً أو درهماً، أو تبراً، أو فضة لا يعده لغريم، ولا للنفقة في سبيل اللّٰه كُويَ به» . قلت: يا أبا ذر، انظر ما تخبر عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، فإن هذه الأموال قد فشت.
فقال: من أنت يا بن أخي؟ فانتسبت له، قال: قد عرفت نسبك الأكبر، ما تقرأ والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل اللّٰه. . . .
وكثيراً ما كان يردّد هذه الآية وآية ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر.
رواياته:
عرف عنه أنّه كان مواظباً على ملازمته لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله والاستفادة منه، وكان يطيل الجلوس عنده، حتى إن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله كان يبتدئ أبا ذر إذا حضر، ويتفقده إذا غاب، وكان أكثر أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله سؤالاً؛ لهذا فقد روى عن رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله قرابة 280 حديثاً، وراح بعض الصحابة يروون عنه، فقد روى عنه ابن عباس وأنس بن مالك وحذيفة بن أسيد وابن عمر وجبير بن نفير وأبو مسلم الخولاني وزين بن وهب وأبو الأسود الدؤلي وربعي بن جراش والمعرور بن سويد وغيرهم. . .
ومما رواه عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله عن جبريل، عن اللّٰه تبارك وتعالى، أنه قال: «يا عبادي، إني حرّمتُ الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا، يا عبادي، إنكم الذين تخطؤون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم.
يا عبادي كلكم جائع إلّامن أطعمته، فاستطعموني اُطعمكم.
يا عبادي كلكم عارٍ إلّامَن كسوته، فاستكسوني أكسكم.