34يداً على من سواهم) .
إنّ مشكلة المسلمين تكمن في العداء المرير بين الحكومات الإسلامية الذي أنشأه الاستعمار بعد الحرب العالمية.
من هذا المنطلق يقترح الإمام ذهاب رجال السياسة والفكر والأدب والثقافة إلى الحج، وأن لا يقتصر الحج على عامة الناس.
إنّه ينفث زفرات اللوعة والأسف على غفلة المسلمين عن هذا الأمر الحيوي والفاعل، حيث يقول:
«نحن الآن ليس لنا من التشرّف بمكّة وحجّ بيت اللّٰه الحرام سوى ذهاب مجموعة من عامة الناس إلى هناك، ومع الأسف الشديد فإنّ مسألة ذهاب أشخاص فاعلين من الحكومات ورجال القوم (من أصحاب الفكر والكتاب والثقافة) ؛ ليجتمعوا هناك ويدرسوا مسائل الإسلام والمسائل السياسية والاجتماعية للمسلمين، هذه المسألة مغفولٌ عنها.
إنّ مشاكل المسلمين كثيرة، ولكن مشكلة المسلمين الكبرى هي أنّهم وضعوا القرآن الكريم جانباً وانضووا تحت لواء الآخرين» .
«القرآن الكريم يقول: واعتصموا بحبل اللّٰه جميعاً ولا تفرّقوا ولو عمل المسلمون بهذه الآية الواحدة؛ لانحلّت جميع مشاكلهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من دون التشبّث بالآخرين» .
المبحث الثاني: آية البراءة من المشركين
انطلاقاً من آية البراءة: وأذانٌ من اللّٰه ورسوله يوم الحجّ الأكبر أنّ اللّٰه بريءٌ من المشركين ورسولُه ، دعا الإمام الخميني الحجيج الآتين من كلِّ فجٍّ عميق ليشهدوا منافع لهم، إلى ضرورة إعلان البراءة من المشركين والمستكبرين في موسم الحج، وفي مكة المكرّمة؛ ليطلقوا «بجوار بيت التوحيد صرخة البراءة من المشركين والملحدين من مستكبر رأسه أمريكا المجرمة» .