31السلاطين؛ لإشاعة فلسفاتهم وتحليلاتهم الخاطئة والمنحرفة، التي تجرّد الحج من مقاصده السياسية وغاياته الاجتماعية تحت شعار (قدسية الكعبة وحرمتها) . هذا إضافة إلى (المتنسكين الجاهلين) [ العنصر الثالث - ب ] الذين يرون أنّ الحج ليس له علاقة بالأمور السياسية.
يرى الإمام أنّ مقولات هؤلاء هي «من إيحاءات ومكر السياسات الخفيّة للناهبين الدوليين» .
وفي آخر نداء تاريخي له وجّهه عام (1408ه) إلى الحجيج الآتين من كلِّ فجٍّ عميق، سلّط الأضواء على الدور الخطير لمن أسماهم ب (أحفاد بلعم بن باعورا) في طمس فلسفة ومقاصد فريضة الحج، وتفريغها من محتواها الفاعل؛ ليكون الحج «ما هو إلّارحلة سياحية يتمّ فيها زيارة (القبلة) و (المدينة) لا أكثر! ، وذلك من خلال تساؤلاتهم التعجبية الاستنكارية حول علاقة الحج بالسياسة ومشاكل المسلمين والناس المستضعفين في العالم:
ما علاقة الحج بالبحث عن أساليب الجهاد والنضال، وسبل مواجهة قوى الشرك والاستكبار؟ !
ما علاقة الحج بالمطالبة بحقوق المسلمين والمستضعفين من الظالمين الجائرين؟ !
ما علاقة الحج بمشاكل المسلمين ومعاناتهم، والتفكير بإيجاد الحلول لها؟ !
ما علاقة الحج بظهور المسلمين كقوّة كبرى ومقتدرة في العالم؟ !
ما علاقة الحج بدعوة المسلمين إلى القيام والنهوض والانتفاضة ضدّ الأنظمة الطاغوتية العميلة التي تتحكّم على رقابهم؟ !» .
أهم (المنافع) السياسية
في كثير من خطاباته السنوية في موسم الحج أعطى الإمام أهم المفردات السياسية والاجتماعية لمنافع ذلك الحشد المليوني الهائل للمسلمين الملبّين نداء الحجّ، من شرق الأرض وغربها.