26المتكامل مرّة في كلّ عام. . .» .
ويرى صاحب (في ظلال القرآن) أنّ كلّ ذلك يمثِّل «بعض ما أراده اللّٰه بالحجّ يوم فرضه على المسلمين، وأمر إبراهيم عليه السلام أن يؤذن به في الناس» ليشهدوا منافع لهم . . فإنّ كلّ جيل يشهد تلك المنافع «بحسب ظروفه وحاجاته وتجاربه ومقتضياته» !
(المنافع) بنظر الإمام الخميني
ركّز الإمام على آية (شهود المنافع) كثيراً، وذكرها في العديد من خطاباته السنوية التاريخية في موسم الحج، وأعطى دلالاتها وتطبيقاتها معاً.
وقد أكّد على شمولية هذه المنافع؛ لتشمل كلّ نفع للمسلمين والاُمّة الإسلامية على جميع الأصعدة الروحية والسياسية والثورية والاجتماعية والاقتصادية، وقد دعا - بقوّة - الحجيج جميعاً إلى تحقيق تلكم المنافع المتنوّعة في ذلك «المؤتمر الإسلامي الكبير، في الأيام المباركة والأرض المباركة» ، قائلاً:
«على المسلمين الملبِّين لدعوة اللّٰه تعالى أن يستفيدوا من المحتوى السياسي والاجتماعي، إضافة إلى المحتوى العبادي، وأن لا يكتفوا بالشكل والصورة فحسب» .
وقد أطلق الإمام في خطاباته زفرات الأسف واللوعة على ما آل إليه المسلمون في الغفلة عن تلكم (المنافع) العظيمة، التي توخّاها القرآن من تشريعه لفريضة الحجّ. . إلى درجة بدا فيها (الحجّ الإبراهيمي - المحمّدي) غريباً ومهجوراً، حيث يصرّح قائلاً:
«إنّ الحجّ (الإبراهيمي - المحمدي) غريبٌ ومهجور منذ سنين على الصعيد المعنوي والعرفاني، كما هو غريب ومهجور على الصعيد السياسي والاجتماعي، وعلى الحجّاج الأعزّاء من جميع أقطار العالم الإسلامي أن يزيلوا عن بيت اللّٰه غربته على الأبعاد والأصعدة كافّة» .