20فإذا أرادوا أنْ يطبّقوا - مثلاً - آية أكل السحت في سورة المائدة: لولا ينهاهم الرّبانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون ، «لا يخطر ببالهم سوى البقّال القريب من المسجد الذي يطفّف في البيع مثلاً. . . فلا يلتفتون إلى التطبيقات الواسعة والكبيرة لأكل السحت والنهب، التي تتمثّل ببعض الرأسماليين الكبار أو من يختلسون بيت المال، وينهبون نفطنا، ويحوّلون بلادنا إلى سوق لبيع المنتوجات الأجنبية غير الضروريّة، والغالية الثمن؛ لكونهم يمتلكون وكالات الشركات الأجنبية، ويملأون جيوبهم وجيوب المتموّلين الأجانب من أموال الشعب غير هذا السبيل» .
يؤكّد الإمام على هذا النمط المغفول عنه من السحت، بقوله: «هذا أكلٌ للسحت على مستوى واسع ودولي» !
كما يدعو الناس - وهم يقرأون آية أكل السحت - إلى تطبيق الآيات في واقعنا المعاصر لتشمل المصاديق الكبيرة، قائلاً:
«اِدرسوا أوضاع المجتمع وأعمال الدولة والجهاز الحاكم بشكلٍ دقيق؛ لتروا أنّ (أكل السحت) مرعب يجري عندنا» .
وإذا أرادوا أن يفسِّروا آيات (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ويطبقوها على المجتمع، فإنّهم لايرون المنكر إلّافي «نطاق دائرة صغيرة» ، ك «سماع الموسيقى في الباصات، أو ارتكاب بعض المخالفات في المقاهي، أو تجاهر بعض الناس بالإفطار» في الساحات، من دون أن يلتفتوا إلى «تلك المنكرات الكبيرة» ، وإلى «أولئك الذين يقومون بضرب الإسلام معنوياً، وسحق حقوق الضعفاء» .
ولم تشذّ آيات الحجّ عن تلك النظرة الضيّقة لبعض الناس، ممّا أدّى بنا الأمر إلى حصرها في آفاق ضيّقة سواء على صعيد التفسير الدلالي أو التطبيقي.
كما لم تشذّ تلكم الآيات عن ذلك المنهج التفسيري القيّم للإمام الخميني، بل إنّها تشكّل مصاديق بارزة، ونماذج حيّة، تؤكّد على طابعي الشمولية والمعاصرة