165بالخير والعطاء يرضي اللّٰه وينفع الناس، وقطعاً إنّ العمل الذي يرضي السماء وينتهل منه الناس خيراً وبركةً ونفعاً ليس العمل الذي يزرع البغضاء ويمزِّق الأمّة، بل هو الذي يبذر الخير للجميع، ويوحّد الصفوف، ويلقي بظلاله الوارفة علينا جميعاً.
أما النظرة الثانية فهي إلى واقعه وما يتضمّنه، وإلى منهجه ومسيرته، وما تتركه حركاته من بصمات على حياته بكلّ ما فيها، نظرة تأمّل ودراسة لساحته وميدان عمله بغية وضع يده على نقاط الضعف فيه لتقويتها. وعلى نقاط القوّة فيه لإدامتها، وبالتالي تطويره وبرمجته وفق إرادة السماء وما خطّطت له ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون .
وأية أمّة هذه التي أرادها اللّٰه تعالى أن تكون؟ ! إنّها الاُمّة القرآنية الموحّدة؛ لأنّ أمانة السماء التي أبت السماوات والأرض حملها، لا تؤدّيها أمّة متفرّقة، أمّة متخاصمة، أمّة متنازعة ومتناحرة ومتباغضة ومتحاسدة، أمّة تنهشها هذه الأمراض من كلّ جانب لا تستطيع تحمّل شيء، أو تحريك ساكن فضلاً عن فعل ما فيه خير وصلاح، إنّ التي تحملها وتؤدّيها خيرَ أداءٍ أمّةٌ قوّتها في وحدتها، وعزّتها في تراصها، وكرامتها في تآلفها، وشموخها في تلاحمها، وبقاؤها في تآزرها وانتصارها في تكاتفها. .
عندئذ تستطيع أن تحمل تلك الأمانة العظيمة، وتكون جديرةً بها وبالمحافظة عليها وأدائها بالصورة التي تريدها السماء.
إنّ كلمة الاُمّة في النصّ القرآني إنّ هذه اُمّتُكم اُمّةً واحدةً تعني معنى واحداً جامعاً لكلّ من آمن بالإسلام ديناً لا خصوص جماعة معينة أو مذهب أو قومية محدّدة. فالمسلمون جميعاً اُمّة واحدة تدين بدين واحد وتعبد ربّاً واحداً وأنا ربّكم فاعبدون .
إذن هذه الاُمّة الواحدة - التي أردتها السماء، وأمرت المؤمنين بالسعي