150إيحاءات الغرب وتشويهاته، ولذلك فإنّ المسلمين يجتمعون كلّ عام في مكة المكرمة حيث جعلها اللّٰه ملتقى للمسلمين، لكنهم لا يدرون ماذا يفعلون، لا يستفيدون من هذا الاجتماع إسلامياً، ومثل هذا المركز السياسي جعلوه مركز غفلة عن كلّ مسائل المسلمين. ولو استثمر المسلمون عطاء الحج السياسي؛ لكان ذلك كفيلاً بتحقيق استقلالهم، لكننا أضعنا الاسلام مع الأسف، لقد أبعدوا الاسلام عن السياسة، فقطعوا رأسه وسلّموا لنا بقيته وجرّونا الى الوضع الذي نعيشه اليوم، وما زال المسلمون على هذه الحالة فلن يستعيدوا مجدهم» .
وعلى هذا المنوال، يستعرض الامام مظاهر الهجوم الشرس من قبل أعداء الاسلام على العالم الاسلامي، من قبيل ما كان يجري، يومئذ في أفغانستان، حيث الاجتياح السوفيتي، وما تشنه الدولة العبرية من هجوم واسع النطاق على المسلمين في فلسطين العزيزة ولبنان العزيز. . . ومع إعلان إسرائيل عن مشروعها الاجرامي بشأن نقل عاصمتها الى القدس. . . وما يقدمه عملاء أمريكا من خدمات كبيرة لتنفيذ مخططها الإجرامي، مع ما يتزامن مع ذلك كلّه من حصار وتآمر ونشر دعايات سوء وأكاذيب وافتراءات ضد الثورة الاسلامية.
وهنا يقول الامام رضى الله عنه: «على المسلمين أن يكونوا يقظين أمام خيانات هؤلاء العملاء الأمريكيين بالاسلام والمسلمين» .
ومتىٰ ما توفر الوعي واليقظة فإنّ قدراً مهماً من تفويت الفرصة على أعداء الاسلام، يكون قد تحقق على أرض الواقع، وبخلاف ذلك، فإنّ المخطط المناوئ للاسلام يشقّ طريقه دون أية عوائق تذكر، وهذا ما يدلّنا على سر العداء الشديد الذي تكنّه الدوائر الاستكبارية للحركات الاسلامية، والتي دأبت على وصفها بالحركات الاصولية أو الراديكالية أو الإرهابية. . .
القوميّة: البديل الخائب
على أنّ الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد عمدت الدوائر المعادية للاسلام الى فتح جبهات عديدة ضد الاسلام