146
الكعبة. . هي المنطلق
من خصائص الجسم الحي الحركة، وعدم الحركة في الجسم الحي يعني شلله، ويعني أنه أصبح عرضةً لفتك أنواع الموجودات الغريبة. والحج حركة دائبة، حركة نحو اللّٰه. أي نحو التكامل الفردي والاجتماعي، ومن مستلزمات الحركة إزالة العوائق من طريقها، وتحشيد الطاقات نحو بلوغ أهدافها.
الامام الخميني ينظر الى الحج بهذا المنظار الاسلامي الأصيل، ويعتقد أنّ الكعبة ينبغي أن تكون منطلق حركة الأمة نحو التخلص من سلبياتها والقضاء على مذليها وظالميها، ونحو إزالة مايقف بوجه استعادة وجودها وكيانها يقول الامام رحمه الله: «وأنتم يا حجاج بيت اللّٰه الحرام الذين بادرتم من كلّ أطراف الدنيا نحو بيت اللّٰه. . مركز التوحيد، ومهبط الوحي، ومقام إبراهيم ومحمد صلى الله عليه و آله أعظم رجلين؛ محطمي الأصنام ومعترضي المستكبرين. . أنتم الذين وقفتم على المواقف الكريمة حيث كان في عصر الوحي أراضٍ جبلية جرداء، وجدباء لا ماء فيها ولا زرع، لكنها كانت محط هبوط ملائكة اللّٰه، وهجوم جنود اللّٰه، وتوقّف أنبياء اللّٰه، وعباد اللّٰه الصالحين.
الآن عليكم أن تعرفوا هذه المشاعر وتعبئوا أنفسكم من مركز تحطيم الأصنام الكثيرة المتجسدة في صورة القوى الشيطانية والابتزازية المعادية للانسان، ولا تخشوا هذه القوى الخاوية من الايمان، واعقدوا في هذه المواقف العظيمة - بعد الاتكال على اللّٰه - عهد الاتفاق والاتحاد في مواجهة جنود الشرك والشيطان، واحذروا التفرّق والتنازع ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.
وفي مناسبة أخرى يقول الامام رضى الله عنه:
«الآية الكريمة جعل اللّٰهُ الكعبة البيت الحرام قياماً للناس توضّح سر الحج وبواعثه، والغاية من الكعبة والبيت الحرام، وهي نهوض المسلمين وقيامهم في سبيل مصالح الناس والجماهير المستضعفة في العالم» .
الانضواء الكفاحي
بهذه الروح الشفّافة الواعية المنفتحة على هموم الواقع وتحدياته. . . يمضي