137العالم، «فقد جاء الاسلام ليوحّد شعوب العالم تحت اسم الأمة الاسلامية» بتعبيرالامام.
الحج؛ منظومة فقهية
ولمّا كان الاسلام منهج حياة، فإنه يتسم بالشمولية والتكامل وتلبية حاجات البشرية في كلّ زمان ومكان.
إن للإسلام قواعد ومباني يبتني عليها، ويتكئ عليها، وينهدم دونها، ولا يبقىٰ له بدونها إلّاالاسم العاري من المسمّى.
ومن تلك المباني الحج، حيث يقول الامام الباقر عليه السلام: «بُني الاسلام على خمس: الصلاة والصوم والزكاة والحج والولاية» ، فمن ترك الحج متعمداً فقد هدم ركناً من أركان دينه الإلهي فينهدم معه الاسلام الكامل؛ ولذا قال تعالى فيمن تركه عمداً. . . ومن كفر فإنّ اللّٰه غني عن العالمين ، حيث عبّر عن تركه العمدي بالكفر، فتارك الحج عمداً كافر عملاً، وإن لم يكن كافراً إيماناً واعتقاداً. وحيث إنّ الحج من مباني الاسلام. فجميع ما ورد في شأنه لابدّ وأن يتبلور في الحج ويكون الحج مُمثلاً إيّاه ومجلىً لظهوره.
ويندرج الحج ضمن سلسلة اجتماعات المسلمين، بحيث يأتي تتويجاً لها، وأهمها لجهة الشمول والاتساع.
أمّا أول هذه الاجتماعات فهو «على مستوى أهل الحي الواحد من البلد، يتكرر في اليوم خمس مرات، وقد شرعاللّٰه صلاة الجماعة، أما ثانيهما؛ فاجتماع على مستوىٰ أهل البلدة الواحدة، يتوالى مع كلّ اسبوع، وقد شرع له صلاة الجمعة، وأما ثالثهما؛ فاجتماع على مستوى العالم الاسلامي أجمع. . حيث يتلاقى المسلمون من شتى بقاع الأرض، ليتعارفوا، ويتبادلوا الآراء والخبرات، ويغلّبوا وحدتهم على ما يغالبها من انتماءات تاريخية واجتماعية وثقافية مختلفة.
وهكذا نجد أنّ الحج - كفريضة - يحتل موقعاً أساسياً في بناء حركة المجتمع التوحيدي، إذ تعتبر هذه الفريضة أحد أركان الاسلام، فالجماعة المسلمة تتعامل مع الحج باعتباره فريضة على كلّ مسلم ومسلمة الى يوم الدين، مهما تغيرت الظروف وتقلبت