66
11 - كراهة الهجرة منها:
وممّا يدل على قداسة أرض المدينة المنورة أنّه يكره لمن سكنها أن يتركها ويهاجر عنها، كما روى ذلك عن النبي الكريم صلى الله عليه و آله:
قال محجن بن الأدرع: بعثني النبي صلى الله عليه و آله إلى حاشي المدينة في حاجة، فلما جئت ذهبت معه حتى صعد أحُداً، فأشرف على المدينة فقال: ويل اُمّك من قرية، كيف يدعك أهلك، وأنت خير ما تكونين (30) .
وعن علي صلوات اللّٰه عليه أنّه قال: من خرج من المدينة رغبةً عنها، أبدله اللّٰه شرّاً منها (31) .
12 - الصبر على الشدّة والجهد في المدينة:
ورغب النبي صلى الله عليه و آله حينما كان في المدينة الصبر على الجهد والبلاء والشدّة في المدينة المنورة، وكان يبشِّرهم على من صبر منهم أن يكون شفيعهم في يوم القيامة.
روى ابن النجار بسنده عن سالم بن عبداللّٰه قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: اشتد الجهد بالمدينة وغلا السعر، فقال النبي صلى الله عليه و آله: اصبروا يا أهل المدينة وأبشروا، فإنّي قد باركت على صاعكم ومدكم، كلوا جميعاً ولا تفرقوا، فأن طعام الرجل يكفي الاثنين، فمن صبر على لأوائها وشدّتها، كنت له شفيعاً يوم القيامة، ومن خرج عنها رغبةً عمّا فيها، أبدل اللّٰه عزّوجل فيها من هو خير منه. . (32) .
وجاء في صحيح مسلم عن سعيد مولى المهري، أنه جاء إلى أبي سعيد الخدري ليالي الحرة، فاستشاره في الجلاء من المدينة، وشكا إليه أسعارها وكثرة عياله، وأخبره أن لا صبر له على جهد المدينة ولأوائها فقال: ويحك لا آمرك بذلك، إنّي سمعت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقول: لا يصبر وفي رواية لا يبيت أحد على لأوائها وجهدها إلّاكنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة (33) .