63وأخرج البخاري من حديث أبي بكر عن النبي صلى الله عليه و آله قال: لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذٍ سبعة أبواب في كلّ باب ملك (17) .
7 - ما قصد أحد أهلها بسوء إلّاأذابه اللّٰه:
لقد قصد الكثير من الظلمة والطغاة وأهل الفتنة المدينة وأهلها بسوء، ولكن أبى اللّٰه إلّابذوبهم وهلاكهم لما خانوا بأهل المدينة.
روى أحمد بسنده عن عامر بن سعد عن أبيه قال: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: . . . ولا يريدهم أحد بسوء إلّاأذابه اللّٰه ذوب الرصاص في النار أو ذوب الملح في الماء (18) .
وقال ابن النجار: وخرّج البخاري في صحيحه من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه و آله أنه قال: لا يكيد أحد أهل المدينة إلّاانماع كما ينماع الملح في الماء (19) .
قلت: المراد من لا يريدهم أو لا يكيدهم إلّاأذابه ذوب الرصاص، أو انماع كما ينماع الملح في الماء هو: أنّ الظالم إذا قصدهم وهتك حريمهم وجنى عليهم سوف لا يمهله اللّٰه عزّوجلّ ويفنيه، لا أنّه المراد منه لا يقترب المدينة أبداً، نعم الذي لا يدخل المدينة المنورة هو الدجال فقط. ويشهد على ما نقوله ما جاء في التواريخ من كثرة الهجوم على أهل المدينة وقتلهم مرّات عديدة، كما دخلها مسلم بن عقبة وقتل من قتل منهم، وجنى بحقهم ما يعجز اللسان عن بيانه:
قال إبراهيم بن علي العياشي واصفاً ما جناه مسلم بن عقبة وأذنابه الذين أرسلهم يزيد بن معاوية لإباحة المدينة: إنّ يزيد أعطاه صكّاً بكأسها ليلغ فيه متى شاء، أجازه بإباحة أهل المدينة ثلاثة أيام، وهو أجاز لنفسه الانتقام من أصفياء اللّٰه الكرام، إن وضعت السيوف في قراباتها فإن مسلماً لم يضع بعد سيف حقده وفي يده مقبضته، لم يزل كالثور الهائج قتل من قتل من خيار هذه الاُمّة، ولا تزال نفسه الخبيثة تتشوّق إلى القتل والأذىٰ. . قال المجد: إنّهم سبوا الذرية واستباحوا الفروج، وأنه يقال لأولئك الأولاد من النساء اللاتي حملن أولاد الحرّة. ويقول ابن الجوزي عن أبي قرة قال هشام بن حسان: ولدت بعد الحرة ألف حرّة من غير