60
3 - المدينة المنورة حرم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله:
للّٰه تبارك وتعالى حرم، كما أنّ لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ولعلي بن أبي طالب ولأهل البيت حرماً، وحرم اللّٰه مكة المكرمة وحرم رسوله المدينة المنورة، وحرم علي الكوفة، وحرم العترة الطاهرة قم المقدسة على ما روي عن الصادق عليه السلام حينما دخل عليه من أهل الري فقال: مرحباً بإخواننا من أهل قم. فقالوا: نحن من أهل الري.
فأعاد الكلام. قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجاب به أولاً، فقال: إن للّٰهحرماً وهو مكة، وإنّ للرسول صلى الله عليه و آله حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهو الكوفة، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة فمن زارها وجبت له الجنّة. . (5) .
وللحرم حدود كما أنّ له حرمة، وعلى الذي يدخل الحدود يجب أن يراعي حرمته، ولكن الفرق بين حرم اللّٰه وحرم رسوله هو أن ما قيل من الإحرام واجتناب الصيد وقطع الأشجار وغير ذلك من المحرمات يختصّ بمكة المكرمة، ولا يجب مراعاة هذه المسائل في المدينة المنورة، وإن جاء التصريح باجتناب الصيد وقطع الأشجار فيها كما في الأحاديث المروية عنهم عليهم السلام وكما سنوافيك به إن شاء اللّٰه.
حدود حرم الرسول صلى الله عليه و آله:
وأمّا حدود حرم الرسول صلى الله عليه و آله فقد روى ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبداللّٰه عليه السلام في ذلك قال: حد ما حرّم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله من المدينة من ذباب إلى واقم والعريض والنقب من قبل مكة (6) .
حكم الصيد وقطع الأشجار في حرم الرسول صلى الله عليه و آله:
لقد سئل أهل البيت عليهم السلام عن حكم الصيد، وقطع الأشجار في حرم الرسول صلى الله عليه و آله، فمرّة أجابوا بأنه لا يجب المراعاة، كما يجب في الحرم المكي، واُخرى فرّقوا بين الصيد وقطع الشجر، وثالثة بعدم الفرق.