255بمثابة دليل للاستعمار في شعاب الشرق وأوديته، من أجل فرض السيطرة على الشرق وإخضاع شعوبه واذلالها «فالمعرفة بالأجناس المحكومة أو الشرقيين التي تجعل حكمهم سهلاً ومجدياً. فالمعرفة تمنح القوة. ومزيد من القوة يتطلب مزيداً من المعرفة. . فهناك باستمرار حركة جدلية بين المعلومات والسيطرة المتنامية (5)» .
ابحثوا عن التبشير. . و عن كمبردج
وفيما يخصّ بحثنا، وتحديداً الموقف البريطاني، الجهة المموّلة والمكلّفة لبيركهارت في مهمته، فمرة اُخرى؛ كانت القوتان الاستعماريتان الرئيسيتان بريطانيا وفرنسا، رغم انّ روسيا وألمانيا لعبتا بعض الدور كذلك.
وكان الاستعمار في البدء يعني تمييزَ بل، بالفعل، خلقَ المصالح وتحديدها؛ المصالح التي قد تكون تجارية، أو دينية، أو ثقافية، أو متعلقة بالاتصالات، فقد شعرت بريطانيا، مثلاً، فيما يتعلّق بالإسلام والبلدان الإسلامية أنها، بوصفها قوة مسيحية، ذات مصالح مشروعة ينبغي المحافظة عليها. وقد نما جهاز معقّد لرعاية هذه المصالح. فبعد المنظمات المبكّرة مثل «جمعية نشر المعرفة المسيحية» (1698) ، و «جمعية نشر الإنجيل في المناطق الأجنبية» (1701) ، تشكّلت جمعيات دعمتها مثل «جمعية التبشير الإنجيلية» (1792) ، «جمعية التبشير الكنيسية» (1799) ، «جمعية الكتاب المقدّس البريطانية والأجنبية» (1804) و «الجمعية اللندنية لنشر المسيحية بين اليهود» (1808) . وقد شاركت هذه الارساليات بصورة صريحة في التوسّع الاوروپي.
فإذا أضفت إليها الجمعيات التجارية، والجمعيات المتفقهة، ومؤسسات الإستكشاف الجغرافية، ومؤسسات الترجمة، وغرس المدارس، والبعثات، والمكاتب القنصلية، والمصانع، والجاليات