244المطلب: أغفلته أما واللّٰه لا أرجع إلىٰ أهلي حتىٰ آتيه.
ثم خرج علىٰ راحلته حتىٰ أتىٰ بني عدي بن النجار، فلما نظر إلىٰ ابن أخيه قال: هذا ابن هاشم فأردفه خلفه وعاد به إلىٰ مكة، وقال البعض من غير علم أمه، وزعم الآخرون كان بإجازة من أمّه.
فلما استقبل أهل مكة المطلب وهم يرحبون به ويحيونه ويقولون: من هذا الذي معك؟ فيجيب هذا عبدي ابتعته بيثرب. وبقيت قريش إذا رأته تقول: هذا عبدالمطلب، فلجّ اسمه عبدالمطلب وترك شيبة 1. هذه هي قصة اليتيم الثاني بعد قصي، وكلٌ كانت لهُ زعامة استثنائية، وننتظر اليتيم الثالث في مكة، الذي تزعَّم الإنسانية كلّها وإلى الأبد، ذلك رسول اللّٰه محمد صلى الله عليه و آله.
ولما حضر رحيل المطلب إلى اليمن قال لعبدالمطلب: أنت يا بن أخي أولىٰ بموضع أبيك فقم بأمر مكة. فتوفي المطلب في سفره، فقام عبدالمطلب بأمر مكة.
إعادة حفر زمزم
لما تكامل لعبدالمطلب مجدُهُ، وأقرت لهُ قريش بالفضل، رأىٰ وهو نائم في الحجر، آتياً أتاهُ فقال له: قم يا أبا البطحاء واحفر زمزم، وتكررت الرؤيا وفيها علامات تدل علىٰ مكان زمزم، فانطلق فأتىٰ بمعول وابنه الحارث وحيده، فاجتمعت إليه قريش فقالوا: ماذا تفعل؟ فقال: أمرني ربّي بما يروي الحجيج الأعظم، فاعترضوا ولم يكترث باعتراضهم. فلم يحفر إلّاقليلاً حتىٰ بدا الطي فكبّر، واجتمعت قريش وعلمت لما رأت الطي أنّه صادق. وحفر حتىٰ وجد سيوفاً وسلاحاً وغزالين من ذهب، فضرب من الأسياف باباً للكعبة، وجعل أحد الغزالين صفائح ذهب في الباب، وجعل الأخرىٰ في الكعبة 2.
يدعي الأخباريون أنّ عبدالمطلب لم يكن لهُ من الولد أولاً إلّاالحارث، فنذر للّٰه إن رزقه اللّٰه عشرة أولاد أن يذبح ولداً قرباناً للّٰه، ولما تكاملوا عشرة بولادة عبداللّٰه وهو أجملهم وأكثرهم خصالاً كريمة، جمعهم وأقرع بينهم فكانت القرعة