228بأبناء قابيل، حتى يحصّنهم من الأمراض التي انتشرت بين أبناء قابيل من اللهو واللعب والفساد والافساد.
ومن نشاطات شيت 1: أنّهُ بنى الكعبة من الحجارة والطين بعدما كانت من الخيام.
واستطاع شيت أن يضبط من كان تحت ولايته على المنهج الإلهي الصحيح فترة حياته، وينجح في عزلهم عن أبناء قابيل؛ ليحافظوا على الفطرة التي فطرهم اللّٰه تعالىٰ عليها، والأمانة التي أودعها سبحانه وتعالىٰ، ويلتزموا بالميثاق الذي أخذه اللّٰه على الإنسان.
وعندما حضرته الوفاة أوصىٰ لابنه آنوش ما أوصاه آدم عليه السلام إليه. وما زال أبناء آدم الذين سكنوا الحرم محافظين على التزامهم ما لم يختلطوا بأبناء قابيل وذريته، ويتوارد زعامتهم صالح بعد صالح إلىٰ أن جاء «برد» فنزل بعض ذرية شيت من الجبل، واختلطوا بذرية قابيل التي عمّها الفساد ومن بعد «برد» «اخنوح» وقيل: إنّه إدريس النبي عليه السلام 2فزاد الاختلاط وكثر الفساد حتىٰ بين أبناء شيت، ولم يبق من الصالحين إلّانفر قلائل، فنقضوا الميثاق وعبدوا الأوثان، وبدأت مرحلة العمل الاصلاحي التي تزعمها نوح عليه السلام.
زعامة نوح:
وفي زمانه استشرى الفساد وعبدوا الأوثان كما ذكر القرآن الكريم ( وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرنّ ودّاً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوقَ ونسراً وقد أضلوا كثيراً) 3. ولما طالت دعوته دون أن يستجيب له أحد، بل وجد الأبناء أشر من الآباء اعتذر نوح إلىٰ ربّه ( قال ربِّ إني دعوتُ قومي ليلاً ونهاراً * فلم يزدهم دعائي إلّافراراً) 4.
فأجابه ربّه: ( أنّه لن يؤمن من قومك إلّامَن قد آمن. . .) 5عند ذلك دعا نوح ربّه: ( ربِّ لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً) 6.