225والأخرىٰ أنوار هدى يستضيء بها العالم.
وبقيت معظمةً من قبل جميع الأديان والقوميات، يقدمون لها الهدايا والقرابين والنذور ويزورونها للدعاء حتىٰ قبل بناء إبراهيم عليه السلام لها. فكان الهنود يعظمونها ويقولون: إنّ روح «سينا» وهو الأقوم الثالث عندهم حلّت في الحجر الأسود.
حيث زار سينا مع زوجته بلاد الحجاز 1.
وكانت الصابئة من الفرس والكلدانيين يعدونها أحد البيوت السبعة المعظمة. وربما قيل: إنّه بيت زحل لقدم عهده وطول بقائه 2، وكان الفرس يحترمون الكعبة أيضاً زاعمين أنّ روح هرمز حلّت فيها 3. وكان أسلافهم يقصدون البيت الحرام ويطوفون به تعظيماً له ولجدهم إبراهيم. وكان آخر من حجّ منهم ساسان بن بابك. وقد أهدىٰ غزالين من ذهبٍ وجواهر وسيوفاً وذهباً كثيراً، فدفن في زمزم. وقد افتخر بعض شعراء الفرس بعد ظهور الإسلام وقال:
وما زلنا نحجّ البيتَ جمعاً
وكان اليهود يعظمونها ويعبدون اللّٰه فيها علىٰ دين ابراهيم عليه السلام وبها صور وتماثيل منها تمثال إبراهيم عليه السلام وإسماعيل عليه السلام وصور العذراء والمسيح عليهما السلام ويشهد ذلك علىٰ تعظيم النصارىٰ لأمرها 5. وموضع البيت الحرام يأتيه المظلوم والمتعوذ من أقطار الأرض. ويدعو عنده المكروب، فكلّ من دعا هناك استجيب له. وكان الناس يحجّون إلىٰ موضع البيت حتىٰ بوّأ اللّٰه مكانه لإبراهيم عليه السلام لما أراد عمارة بيته وإظهار دينه وشريعته 6.
ولم أهبط منذ أنزل اللّٰه آدم عليه السلام إلى الأرض محرماً بيته تتناسخه الأمم والملل اُمة بعد اُمة وملّة بعد ملّة 7.
وكان النبيّ من الأنبياء إذا هلكت اُمته لحق بمكة، يتعبد فيها ذلك النبي ومن