211اكتست أرضها ببساط أخضر كالزّمرّد.
مضت تسع ساعات من ليلة الجمعة، الحادي والعشرين من الشهر، وصلنا الىٰ منزل (بيراية) . كان فيها بعض المنازل، وقد شوهد فيها كذلك بئر ماءٍ وغنمٍ وماعز. ست عشرة ساعة، سرنا خلالها ستة فراسخ، بسبب رداءة جِمال آل حرب هذه وبطئها في السّير. في يوم الجمعة، الحادي والعشرين، بعد مضيّ ستّ ساعات على القافلة، ركبنا. إنَّ طريق اليوم كلّه أودية وجبال. وتوجد بعض الممرات الضيقة التي اصطدمت المحفّات والهوادج بجبالها. وليس هناك جمال تسير.
تصوّروا أنَّ قطاراً من النّمل يسير. لقد اصبتُ بنزلة شديدة وبدأ صدري يُؤلمني كذلك. وبقيتُ مستلقية في هودجي في حالة رديئة لا توصف.
كانت هناك الكثير من الأحمال تُنْقَل من (ينبع) إلى (المدينة) ، وبعض الحجّاج الذين قدموا عن طريق البحر والذين نفدت نقودهم، ظَلّوا في مكة المعظمة. واليوم شوهدوا يأتون عن طريق ينبع للتشرّف بالذهاب إلى المدينة. كانوا قد ذهبوا من مكة إلىٰ جدة، وعادوا عن طريق ينبع.
في ليلة السبت، الثاني والعشرين من الشهر، بعد مضيّ ستّ ساعات من اللّيل وصلنا إلىٰ منزل (بئر خلع) ؛ يوم السبت، لخمس ساعات بقين للغروب، تحركنا من منزل (بئر خلع) ، وفي الليل حيث لم نصل إلى المنزل بعد، سمعنا أصوات اللّصوص من جهاتنا الأربع. بعد ذلك عُلِمَ أنّه وخلال الطريق، سُرِق هِميان ابن الحاج عبدالهادي الاسترآبادي الذي يشتغل بالتجارة في بغداد، سُرِق من تحته مع صرّة ثيابه. كانوا يقذفون الحجارة نحو طاس المشعل الامامي لكي يطفئوه، حتىٰ يتمكّنوا من الولوج داخل صفوف الحجيج. وتشبه هذه العملية إلىٰ حَدّ بعيد تلك التي ينقلونها عن حسين كُرْد في الكتب.
هذه الليلة وبحمد اللّٰه تعالىٰ وصلنا بسرعة إلى المنزل. اسمُ هذا المنزل هو (بئر الحسان) . وتقتصر العمارة هناك علىٰ بعض الآبار وبضعة منازل ودكّان أو اثنين،