206بشيء من الإنصاف حتى لا يجعلوا الحجيج رَهن هؤلاء السُّود الذين لا يفقهون حديثاً، وهذه الجمال النحيفة.
إنَّ منزل هذا اليوم، السّبت، الثامن من شهر محرّم، يُقال له (بئر ماشي) ، ويبدو أنّه بقيت هناك ستّة فراسخ إلىٰ مدينة الرسول صلى الله عليه و آله. وفّقنا اللّٰه تعالىٰ لنكون في المدينة ليلة العاشر من المحرم ذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه.
مَضَتْ أربع ساعات من ليلة الأحد التاسع من محرّم الحرام 1298، تركنا (بئر ماشي) راكبين ثم سرنا، اللّيلة هي ليلة التاسع من المحرم، وعند وقت فريضة الصبح وصلنا مسجد (الشجرة) . وأقمنا فريضة الصبح في مسجد الشجرة ثم ركبنا ثانية. ولما سِرنا بعض الشيء، جاء المستقبلون مُصطحبين معهم خَيّالة، فاصطّف العسكر جميعاً، وكانوا يعزفون الموسيقىٰ. ويؤدّون (الهوسة) مع أنَّ هذه الليلة هي ليلة عاشوراء، لم يكن من المناسب ولا من اللاّئق أن تُعزف هذه الألحان. . .
المدينة المنورة:
وبعد أن سرنا شوطاً، بانَتْ لنا قبة الحرم المبارك وهي قبّة خضراء، مع منائر الحرم كذلك. وبعد شكر اللّٰه وحمده الذي جعل هذه النعمة العظيمة من نصيب هذه الأمة، أدّيتُ سجدة الشّكر.
مضت أربع ساعات من يوم الأحد، التاسع من محرّم، حيث دخلنا المدينة المنوّرة، فنزلنا قُرب الحرم المبارك في بيت المؤذّن (الذي هو الخطيب كذلك) ، وسكنا في الطابق الأعلى الذي يطلُّ على بستان وعلىٰ جبل أُحد كذلك، يالِصفاء المدينة وطيب هوائها! الحقيقة أنّها كالجنّة! إنَّ لهذه الجبال جَمالاً يَسلب لُباب البَشر! وبما أنّ الوقت الآن هو الشتاء فإنَّ كلّ شيء سينضُج؛ من أمثال الباقلاء والباذنجان والخُضَر كذلك والشبيهه بالزّمرّد.
وبعد دخولنا المنزل تناولنا الغداء، ثم اغتسلت، وتشرّفت بعدها بالحرم المبارك. فقبّلتُ الضريح المبارك، وقرأنا الزيارة، ومن ثمَّ تشرّفنا بحرم البقيع وزُرنا