1143) أنه قد هادن قريشاً (أهل مكة) بأنه لا يأتي إليهم. ولما نزلت آية الحج سار حتىٰ وصل الحديبية، فصدّوه، وحينئذ حلق وأحلّ. وقد ردّ هذا بأنه كان قبل عام الفتح، ولا يتم بعده، فإنه صلى الله عليه و آله قد فتح مكة في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة. ولم يحج صلى الله عليه و آله في هذه السنة ولا حتىٰ في السنة التالية لها وهي التاسعة، التي حجّ فيها الإمام علي عليه السلام مع جمع من المسلمين وأدىٰ عن الرسول صلى الله عليه و آله آيات أول سورة براءة.
4) أن تأخيره لعلّه كان لأجل دورات النسيء وهو تأخير حرمة الشهور الحرم (ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب) أو شهر منها إلىٰ شهر آخر أو شهور أخرىٰ وهو ما كانت الجاهلية تفعله قال تعالىٰ: ( إنّما النسيءُ زيادة في الكفر يُضلّ به الذين كفروا يُحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطِئوا عدّة ما حرم اللّٰهُ فيحلوا ما حرّم اللّٰه. . .) 1.
لهذا فإن مسألة عدم حج النبي لا تخلو من تأمل.
ثم إنّ آيتي الحج ( وللّٰه على الناس حج البيت. .) و ( وأتموا الحج والعمرة) لا يقتضيان أن يكون امتثال الحج الواجب على الفور أو في زمنٍ معينٍ، وإنما يقتضيان إيجاب الشيء وإيجاده فقط، فلفظة افعل تقتضي هذين الأمرين دون التراخي أو الفور.
* أن المكلف إذا أخره من سنة استطاعته إلى السنة التالية أو أكثر، ثم قام بالحج، فإنه يعدُّ مؤدياً للحج، وليس قاضياً له، وعلىٰ هذا إجماع الفقهاء. ولو أن التأخير كان حراماً، أو فات وقته؛ لكان حجّه قضاءً لا أداءً.
وقاسوا ذلك علىٰ من صلىٰ صلاة الظهر بعد فوات وقتها، فإن صلاته تكون قضاءً لها وليس أداءً كما في وقتها، لفوات وقتها أو لأن تأخيرها عن وقتها حرام.
* أما الرواية (من أراد الحج فليتعجّل) فإنها مع ضعفها، فإن الأمر