212الأبنية هو تحقيق الأمن والسلامة، وتسهيل أداء هذه الشعائر لعامة الحجاج فإن ذلك من أهم الواجبات، التي يتحمل مسؤوليتها ولاة أمرها والمسؤولون عن إدارتها.
الثالث: توفير الحد المعقول من الراحة والاستقرار للحجاج بحيث لا يتحول الحجّ - الذي بني علىٰ شيء من النصب والتعب والمشقة والتذلل للّٰه تعالىٰ والتعارف بين المسلمين علىٰ صعيد واحد - إلىٰ عمل يشبه الأعمال السياحية وأسفار الراحة والدعة والأنس.
وبتعبير آخر أن لا يؤدي ذلك إلىٰ تعطيل أهداف الحج وأغراضه الإسلامية المستنبطة من الكتاب الكريم والسنة الشريفة، التي أشرنا إليها؛ لأن الحجّ من الأركان التي بني عليها الإسلام، وله أغراض واضحة لابدّ من المحافظة عليها في جميع مراحل أعماله ومناسكه.
* تتردّد هذه الأيام دعوات عبر بعض المجلات حول تغيير مقام إبراهيم عليه السلام ونقله إما خارج المطاف منعاً للزحام وإما إلصاقه حيث موضعه السابق عند جدار الكعبة، فما هو رأي سماحتكم في ذلك؟
هذا الموضوع من القضايا التي طرحت مرات عديدة للبحث والنظر، ومنها البحث الذي تناوله المؤتمر الإسلامي المنعقد بمكة سنة 1385 للهجرة، وقد كنت مشاركاً في ذلك البحث، وكان الرأي السائد في المؤتمر حينذاك هو إبقاء مقام إبراهيم في مكانه، ورفع البناء الذي كان قد أقيم عليه تسهيلاً للطواف، ولا زلت أعتقد أن هذا هو الرأي الصحيح في معالجة هذا الموضوع؛ لأنه:
أولاً: إن وجود المقام في وضعه الفعلي لا يولِّد مشكلة للطائفين تتجاوز المشاكل التي يواجهها الحاج عادة في عمل الحج، الذي بُني بالأساس على الكثير من المشقة والتعب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ، وهذا الادعاء هو الذي يتذرع به القائلون بنقله.
ثانياً: إن نقل المقام إلىٰ أي مكان في