198الحجر إليه ومن الركن إليه ومن وجه الكعبة إليه. فقال عمر: ائت به فجاء به فوضعه في موضعه هذا 1.
والخبر الأكثر تفصيلاً ما رواه الأزرقي بسنده إلى المطّلب بن الحارث السهمي من مسلمة الفتح قال: كانت تدخل السيول المسجد الحرام من باب بني شيبة الكبير حتىٰ كان يقال له باب السيول، فربّما دفعت المقام عن موضعه. . . حتىٰ جاء سيل في خلافة عمر بن الخطاب ذهب بأمّ نهشل فسمّي بسيل أمّ نهشل بنت عبيدة ابن سعيد بن العاص فماتت، واحتمل المقام من موضعه. . . فذهب به حتىٰ وُجد بأسفل مكة، فاُتي به فربُط في وجه الكعبة بأستارها. وكُتب في ذلك إلىٰ عمر، فأقبل عمر فزعاً في شهر رمضان (17 أو 18ه علىٰ ما في شفاء الغرام 2أي في الخامسة من خلافته) .
فدعا عمر بالناس فقال: أنشد اللّٰه عبداً عنده علم في هذا المقام؟
قال المطّلب: فقلت: أنا يا أمير المؤمنين عندي ذلك. . . أخذت قدره من موضعه إلى الركن، ومن موضعه إلىٰ باب الحِجر، ومن موضعه إلىٰ زمزم، بمِقاط ( \ جبل) وهو عندي في البيت!
فقال لي عمر: فاجِلس عندي، وأرسَل إليها، فاُتي بها، فمدّها إلىٰ موضعه هذا وسأل الناس فقالوا: نعم هذا موضعه، فأمر به فاُحكم بناء رُبضه ( \ أساسه) تحته وحوله، فهو في مكانه هذا إلى اليوم 3.
هذا أكثر خبر تفصيلاً، ويؤرخ النقل بسيل أمّ نهشل، ويؤرّخه الفاسي في «شفاء الغرام» بالسنة 17 أو 18ه أي في الخامسة من خلافة عمر، أي في أواخر الثلث الأول وأواخر الثلث الثاني من خلافته وليس أوّلها ولا صدرها.
وأنا أرىٰ أفضل حلّ لهذا الإشكال مقال امام المكيين علىٰ عهده سفيان بن عيينة علىٰ ما نقله عنه ابن كثير في تفسيره عن ابن أبي حاتم عن سفيان قال: وبعد تحويل عمر اياه من موضعه هذا ذهب به السيل، فردّه عمر إليه 4فهذا يوفّق بين