197النبي صلى الله عليه و آله وعهد أبي بكر، وبلغني أن عمر بن الخطاب لما ولي وحج ودخل مكة آخّر المقام إلىٰ موضعه الذي هو فيه اليوم 1.
وروى الفاكهي (ت 272ه) في «أخبار مكة» بسند عن سعيد بن جُبير قال:
إنما قام إبراهيم عليه السلام على المقام حين ارتفع البنيان وأراد أن يشرف على البناء (ثم) كان في وجه الكعبة، فلمّا كثر الناس خشىٰ عمر بن الخطاب أن يطؤوه بأقدامهم فأخرجه إلىٰ موضعه هذا الذي هو به اليوم حذاء موضعه الذي كان به 2.
وروىٰ ابن كثير في تفسيره عن إمام مكة عن سفيان بن عُيينة قال: كان المقام علىٰ عهد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في سقع البيت ( \ لصيقاً به) وبعد نزول قوله تعالىٰ:
واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّىٰ وبعد النبيّ صلى الله عليه و آله حوّله عمر إلىٰ مكانه هذا 3.
وروىٰ ابن حجر في «فتح الباري» في حديث عثمان قال: كان إبراهيم عليه السلام يقوم على المقام يبني عليه. . . وأخذه فجعله لاصقاً بالبيت 4.
وروىٰ عبدالرزاق في مصنّفه عن مجاهد (عن ابن عباس) قال: أوّل من أخّر المقام إلىٰ موضعه الآن عمر بن الخطاب.
وروىٰ فيه عن ابن جريج عن عطاء (عن ابن عباس) قال: أول من نقله عمر ابن الخطاب 5.
ولم تخبرنا هذه الأخبار عن التاريخ الدقيق لنقل المقام، سوىٰ ما فيها من أنه كان بعد صدر من إمارته أو أوّل ولاية عمر، ولم تذكر المناسبة.
وروى الأزرقي (ت 244ه) عن التابعي ابن أبي مُليكة قال: ذهب السيل به في خلافة عمر، فجعل في وجه الكعبة حتىٰ قدم عمر فردّه؟ 6ورواه الفاكهي عن تابعيّ آخر هو عمرو بن دينار المكّي 7.
وروى الأزرقي عن حبيب بن أبي الأشرش قال: إن سيل أمّ نهشل احتمل المقام من مكانه. . . فلمّا قدم عمر بن الخطاب سأل: من يعلم موضعه؟ ! فقال المطّلب ابن أبي وداعة: أنا يا أمير المؤمنين، قد كنت ذرعته وقدّرته بمقاط ( \ بحبل) من