194
خبر آخر في أثر المقام:
رواه القطب الراوندي عن الصدوق أيضاً بسنده عن عُقبة عن أبي عبداللّٰه الصادق عليه السلام قال: إنّ إبراهيم عليه السلام اشتاق إلىٰ إسماعيل فأتاه وقد هلكت اُمه (هاجر) وأخذت عليه ساره أن لا ينزل حتىٰ يرجع، فلم يوافق إسماعيل فقال لامرأته: أين زوجك؟ قالت: خرج للصيد عافاك اللّٰه. فقال لها: كيف أنتم؟ فقالت: صالحون. قال:
وكيف حالك؟ قالت: حسنة وبخير. ثمّ قالت له: اِنزل يرحمك اللّٰه حتىٰ يأتي. فأبىٰ، فلم تزل به تريده على النزل ويأبىٰ (ولعله عرّفها بنفسه) فقالت له: أرىٰ رأسك شعثاً فهل أجعل لك غَسولاً؟ فجعلت له غَسولاً ثم أدنت منه حجراً فوضع قدميه عليه فغسلت جانب رأسه، ثم انقلبت (إلىٰ جانبه الآخر فرفع قدمه ووضع) قدمه الآخرىٰ فغسلت الشقّ الآخر (ولم يأت اسماعيل) فقال لها: إذا جاء زوجك فقولي:
جاء شيخ هاهنا وهو يوصيك بعتبة بابك خيراً! ثمّ سلّم عليها (وانصرف راجعاً وقد بقىٰ أثر قدميه في الحجر) .
فلمّا أقبل إسماعيل وانتهى إلى الثنيّة وجد ريح أبيه! فقال لها: هل أتاك أحد؟ قالت: نعم، شيخ، وهذا أثر قدميه! فأكبّ علىٰ مقام أبيه يقبّله. . . وفيه: إن إبراهيم كان يأتي من الحيرة إلىٰ مكّة كلّ يوم! وفي خبر آخر فيه عن عبدالرحمان بن الحجاج مثله وفي آخره: قلت: كيف كان ذلك؟ ! قال عليه السلام: طويت له الأرض 1.
ولم نعثر عليهما فيما بأيدينا من كتب الصدوق ابن بابويه.
ورواه الطبرسيّ في «مجمع البيان» مرفوعاً عن ابن عباس، ثمّ قال: وقد روىٰ هذه القصة بعينها علي بن إبراهيم القمي عن أبيه عن ابن أبي عُمير عن أبان عن الصادق عليه السلام 2وكذلك لم نعثر عليه في تفسير القميّ ولا سائر أخباره، والقطب الراوندي (ت 573ه) متعاقب للطبرسي (ت 548ه) وإنما رواه القطب عن الصدوق بإسناده عن ابن أبي عمير عن أبان عن عُقبة عن الصادق عليه السلام، فلعلّه كان عن القمي عن أبيه عن ابن أبي عمير، وعليه فالطريق واحد، فالخبر واحد. ومُفاد