193سألت أبا عبداللّٰه الصادق عليه السلام عن قول اللّٰه عزّوجلّ: إنَ أول بيت وُضع لّلناس للذي ببكّة مباركاً وهدًى للعالمين فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم ما هذه الآيات؟
قال عليه السلام: مقام إبراهيم حيث قام على الحَجَر فأثّرت فيه قدماه، والحَجر الأسود، ومنزل إسماعيل 1.
وخلا تفسير الآية في «تفسير القمي» من هذا الخبر.
وفي تفسيره لقوله سبحانه في سورة الحج: وأذّن في الناس بالحجّ يأتوك رجالاً وعلىٰ كلّ ضامر يأتينَ من كلّ فجٍّ عميق قال: لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت أمره اللّٰه أن يؤذّن في الناس بالحجّ، فقال: يا ربّ، وما يبلغ صوتي؟ ! فقال اللّٰه:
أذِّن، عليك الأذان وعليّ البلاغ! فارتفع علىٰ هذه الصخرة وكانت يومئذٍ ملصقة بالبيت، فارتفعت حتىٰ كانت أطول من الجبال، فأدخل اصبعيه في اُذنيه، وأقبل ينادي ويقول ويحوّل وجهه شرقاً وغرباً:
- أيها الناس: كتب عليكم الحجّ إلى البيت العتيق فأجيبوا ربّكم!
فأجابوه مَن تحت البحور السبعة ومَن بين المشرق والمغرب إلىٰ منقطع التراب من أطراف الأرض كلّها، ومَن في أصلاب الرجال وأرحام النساء: لبّيك اللهمّ لبّيك.
فمن حجّ من يومئذٍ إلىٰ يوم القيامة فهم ممّن استجاب اللّٰه. . . يعني نداء إبراهيم على المقام بالحجّ 2.
ورواه الصدوق في «علل الشرائع» بإسناده عن سليمان بن خالد عن أبي عبداللّٰه الصادق عليه السلام قال: لما أوحى اللّٰه إلىٰ إبراهيم عليه السلام: أن أذّن في الناس بالحجّ أخذ الحجر. . . فوضعه بحذاء البيت لاصقاً به بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم، ثمّ قام عليه فنادىٰ بأعلىٰ صوته بما أمره اللّٰه تعالىٰ به. فلما تكلّم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه، فقلع إبراهيم عليه السلام رجليه من الحجر قلعاً 3.