١٩وأجزَل لنا جميعاً ثوابها، إنّه وليُّ ذلك، وهو حَسبُنا ونِعمَ الوكيل.
وهي موضوعةٌ على مقدّمة وفصلين ١:
أمّا المقدّمة
فالحَجّ لُغة: القصد المُتكرِّر.
وشرعاً: القصد إلى مكّة ومشاعِرها لأدَاء المناسك المخصوصة ٢.
وهو أولى من جعله اسماً لجميع المناسك المؤدَّاةِ في الميقات ومكّة ومشاعِرها [ لا ] ٣لأنّ التخصيص خيرٌ من النقل، لأنّ ذلك حيث لم يثبت النقل، بل لأنّ النقل بمناسَبته ۴أولى، وعلى الأوّل فتبيّن معنى الحَجّ شرعاً ولغة مناسبة العموم والخصوص، بخلاف الثاني.
ثمّ إنّ جَعله للمناسك يقتضي كون التعريف لفظيّاً لا صناعيّاً.
ووجوبه في العُمر مرّة بالنصّ والاجماع، وهو على الفور، حتى إنّ تأخيره كبيرة مُوبقة ۵، وثوابه عظيم، فإنّه جمع بين كثير من العبادات مع ما فيه من المشاقّ العظيمة والأخطار الجسيمة.
وأخبار فضله وما يترتّب عليه من المغفرة، ومضاعفة الحسنات، ومحو السيئات، ورفع الدرجات، بطريق أهل البيت - عليهم أطائب الصلوات - كثيرة لا تكاد تُحصى.
وشرطُ وجوبه: البلوغ، والعقل، والاستطاعة التي هي الزّاد ۶والرَّاحِلة في المفتقِر إلى قطع المسافة، والتمكّن من الرُّكوب والمسير، ووجود الَمحْرَم في المرأة مع الحاجة لا مطلقاً، ونفقته وما يتبعها حينئذٍ، ونفقة واجب النفقة ذهاباً وعَوداً.
ويشترط في صحّته الإسلام، فلا يقع على الكافر ولا عَنْهُ ٧، ولمباشرة أفعاله التمييز، فلا يقع من غير المُميِّز استقلالاً، بل بفعل الوَليّ.
وأنواعه ثلاثة: تَمتُّعٌ، وقِرانٌ، وإفْرادٌ ٨.
فالتمتّع فرض من نأى عن مكّة بثمانية وأربعين ميلاً من كلّ جانب ٩، وأفعاله الواجبة مرتّبة خمسة وعشرون:
النيّة ١٠، والإحرام بالعُمْرة، والتَّلبية، ولبس ثوبيالإحرام، والطَّواف،