188والسابع عشر، قد اختفىٰ وحلّ محله المستكشف الذي مهما بلغ به حبّ المغامرة والجرأة، إلّاأنه يرىٰ ويعدّ وصف تلك البلاد جزءاً من مهمته الأصلية، وذلك بأن يكتب وصفاً دقيقاً لما رآه ومارسه، وما قاساه أحياناً في تلك البلاد 1.
ونستطيع أن نقول بايجاز: إنه في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، كانت قد توفرت لدىٰ الغربيين المعلومات الأساسية عن شبه جزيرة العرب: عن المدينتين المقدستين، واليمن، والبدو.
كما أن من الواضح أن «دي فارتيما» وحده كان، حتىٰ هذا التاريخ، هو الرائد، أما الآخرون فلم يكونوا سوىٰ روّاد مصادفة.
ومنذ القرن الثامن عشر بدأ في تاريخ الريادة إلىٰ شبه جزيرة العرب ما يمكن أن يسمّىٰ بالريادة الحقيقية، بكلّ ما في الكلمة من معنىٰ، وروّاد هذه الفترة أهدافهم متعددة متباينة، فبعضهم أغراضهم سياسية، وبعضهم الآخر هم من عشّاق المغامرات 2بيد أن صراع الإرادات الذي احتدم في الشرق بشكل عنيف، منذ أو أن وطأت سنابك خيوك نابليون باحات الأزهر، قد وظّف جميع تلك الأغراض في بوتقة واحدة؛ لاختراق الشرق وتدجينه. . . واستلابه.
الهوامش: