167الآلام والمصائب، فهي منه وإليه. ولو أنَّ هذا الرجل وأتباعه مُنعوا من مرافقة الحجاج على الأقل، لكان ذلك فوزاً عظيماً.
لذا فإنّي أرىٰ من الضروري أن ينبّه عامة الناس على أنَّ طريق الجبل ليس هو الطريق الوحيد الذي يوصل إلىٰ مكّة المكرّمة أو الرجوع منها، ولا يقتصر عليه أبداً. فالحمد للّٰههناك طرق عديدة آمنة ومفتوحة:
طريق الشام السلطاني الذي يُشرف على المدينة الطيبة عند الذهاب.
طريق إسلامبول (إسطانبول) ، وعلى الحجاج الايرانيين أن يذهبوا عن طريق أنزلي نحو تغلب، وبعد اسطانبول يمرّون بالقرب من مصر ثمّ يصلون جدّة.
طريق البصرة الذي سرت فيه.
طريق بوشهر الذي يمكن الوصول عبره الىٰ جدّة خلال (15) يوماً، وعند الرجوع بعد زيارة المدينة، يمكن الذهاب عن طريق الشام أيضاً، أو عن طريق ميناء يَنْبُع، إذا كان آمناً؛ لأنه بالقرب من المدينة، حيث يمكن ركوب السفينة والذهاب إلى أيّ مكان آخر.
ينبُع:
ميناء في الحجاز، ونسبته الى المدينة كنسبة جدّة الىٰ مكّة، وهو عبارة عن قصبة محصورة، تبعد (17) فرسخاً الى الجنوب الغربي من المدينة. وترسو عنده الكثير من السفن إلّاأنّه غير آمن. فالناس هناك كالوحوش، وكلّما سنحت الفرصة لاتّخاذه معبراً كانت تتفاوت وتختلف المصاريف العامة ومدّة السّفر للحجاج.
كانت السفينة تتأهب للتحرّك من بغداد في النصف من شوّال، فكان الحجاج يصلون إلىٰ ينبُع في العشرين من ذي القعدة، ويصلون من المدينة إلىٰ مكّة خلال عشرة أيام أو أقل. وبعد الفراغ من الأعمال، من (15) إلىٰ (20) ذي الحجة، يصعدون إلى السفينة من جدّة وكانوا يتّجهون إلىٰ ما شاءوا من الجهات، إلىٰ