152يسمّونه كذلك بالبحر الأحمر، وتقع علىٰ مسافة (46) فرسخاً الى الجنوب الغربي من صنعاء. وهي علىٰ خط طول (9) درجات غرب طهران، وخط عرض (13) درجة شمالاً، ويبلغ عدد سكانها خمسة آلاف نسمة، وهي مرسىً عامر. وتبدو جميلة جدّاً عن بُعد، إلّاأن داخلها يختلف عن ذلك، فمنظرها كريه، وهواؤها حارّ جدّاً، فدرجاتحرارتها مرتفعة للغاية. تحيط بها أراضٍ مكسّوة بالحصىٰ، وتشتهر بزراعة البُن عند السفوح في أطرافها، واضافة إلىٰ محاصيلها من القهوة، التي تصدّر إلى الخارج، فهي مشهورة بالصمغ والمُصطكي والكندر والجلود المعدّة للتجارة.
جدّة:
مدينة وميناء معمور في الحجاز، تقع بالقرب من البحر الأحمر علىٰ بُعد اثني عشر فرسخاً الى الغرب من مكّة المكرّمة. يبلغ عدد سكانها حوالى عشرة آلاف نسمة. وترسو السُّفن علىٰ مسافة نصف فرسخ منها. وهي مركز لتواجد قنصليات لدول عِدّة، من جملتها دولة إيران، التي تمتلك قنصلية هامة فيها. وهي مبنية من الآجر المسمّىٰ بالبلوك المنحوت، وذات ثلاثة أو أربعة طوابق. وأزقّة جَدّة عريضة نسبياً ومستقيمة.
وجدّة تمتلك أسواقاً فاخرة وواسعة وعريضة تزخر ببضائع إنجليزية وهندية. أما مناخها فحار جدّاً، ودائماً نراه مشبعاً بالندىٰ، كما هو الحال في بوشهر ومكّة والمدينة وجميع الموانئ البحرية، ولا يمكن مع هذا الجو النوم في العراء، ويوجد خارج البوابة الشمالية، بمسافة قليلة، قبر طويل وعريض يُنسب الىٰ أمّ البشر، ويحرسه سدنة لصوص ومحتالون وأوباش.
وباختصار، فقد تنقّلنا بين ثلاث سفن طوال الرحلة، وكانت السفينتان الأوليان بريطانيتين. وكان طاقما السفينتين يتصفان بأدب رفيع، ومتفهِّمَيْنِ، وعارفَين بالقواعد الصحية، ولم يسمحا بازدحام السفينتين، لذلك لم يشقّ على