144بدأت هذه الرحلة في الثاني والعشرين من شهر شعبان سنة 1296ه. ق وانتهت في جمادى الآخرة سنة 1297ه. ق.
العزم على الزيارة:
بعد أن طلبتُ الإذن بالسفر من تراب قدم صاحب الجلالة المباركة، غادرت في الثاني والعشرين من شهر شعبان سنة 1296 عازماً علىٰ زيارة بيت اللّٰه الحرام، وقد رجعتُ الىٰ طهران في الرابع عشر من شهر جمادى الآخرة سنة 1297، وما رأت عيناي في هذه الرحلة، كتبته يدي في السطور التالية:
من طهران الىٰ خانقين:
في الطريق من طهران وحتىٰ حدود خانقين، شاهدتُ بعض المضائق والجسور الجيدة، حيث إن الناس العظام الخيّرين قد بنوها، وذلك لتوفير الراحة والرفاهية للزائرين والمسافرين. وقد تهدّمت معظمها مع مرور الزمان، وبعضها علىٰ وشك الخراب. ويمكن في الوقت الحاضر، وبمبالغ بسيطة ترميمها كلّها، ويُخلّد القائمون علىٰ ذلك مدى الأجيال. ومتىٰ ما أهملنا هذا الأمر، سيدبّ الخراب تدريجياً في جميع تلك الأبنية، وستذهب تلك المبالغ سُدًى، وسيتحمّل المارّون بها والمسافرون مشقّات إضافية، فعلىٰ سبيل المثال، يوجد في ساروق - وهي قرية معروفة للميرزا علي قائم مقام، وقد انتشر فيها فن حياكة السجاد، وأهلها أناس شرسون - مضيق مهم، وهو من الأبنية التي خلّفها الصّفويون. وقد عاث أهل القرية فيها خراباً، وهم متعمدون، حتى لا تصلح للسكن، وبالتالي يأتون بالمارين بها الىٰ خاناتهم (فنادقهم الصغيرة) حتىٰ يعتدوا عليهم بمختلف الأشكال.
فن حياكة السجّاد:
إنّ فن حياكة السجّاد في هذه الدولة دائمة الملك، وللّٰه الحمد، قد انتشر