137خويلد زوجة الرسول وعمّة حكيم، فتعلق به أبو جهل، وقال: أتذهب بالطعام إلىٰ بني هاشم، واللّٰه، لا تبرح أنت وطعامك حتىٰ أفضحك بمكة، فجاءه أبو البختري، وقال له: مالك وله؟ إنه طعام كان لعمته رغبتْ إليه فيه، فكيف تمنعه؟ فأبىٰ أبو جهل، وقام نزاع كان من أسباب إغفال الصحيفة ونهاية المقاطعة.
كما كان لهشام بن عمرو بن الحارث العاملي الذي كان من أقرباء خديجة دور آخر في بذر الخلاف بين زعماء المقاطعة، فقد كان أكثر الناس إقداماً علىٰ مساعدة المحصورين المقاطعين، فكان يدخل أحمال الطعام إلىٰ بني هاشم في الشعب. . . وأرادت قريش معاقبته.
فانبرى أبو سفيان وقال: دعوه، رجل وصل رحمه، أما واللّٰه إني أحلف باللّٰه لو فعلنا مثل ما فعل كان أحسن 1.
مكانتها في قلب الرسول صلى الله عليه و آله
لم تتحمل أمّ المؤمنين عائشة وهي ترىٰ رسولَ اللّٰه صلى الله عليه و آله يذكر خديجة، فقالت: ما زلتَ تذكر بحسرة وألم عجوزاً من عجائز قريش حمراء الشدقين، هلكت من عدة سنين، وقد أبدلك اللّٰهُ خيراً منها!
فما كان من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بعد أن تغير وجهه الكريم، إلّاوزجرها غاضباً، وقال: «واللّٰهِ ما أبدلني اللّٰه خيراً منها» ولم يكتف صلى الله عليه و آله بهذا بل راح يذكر مناقبها - التي ما فتئ يعيشها صلى الله عليه و آله في حياته المباركة -: «آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالِها إذ حرمني الناس، ورزقني منها اللّٰهُ الولدَ دون غيرها من النساء. . .
فقالت عائشة في نفسها: واللّٰه لا أذكرها بعدها أبداً 2.
وقبل ذلك لم تتوقف غيرة أمّ المؤمنين عائشة من أمّ المؤمنين خديجة، التي احتلت تلك المكانة العظيمة من قلب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وظهر ذلك كلّه في مواقف عملية للرسول الكريم، حتىٰ بعد وفاتها سلام اللّٰه عليها.
رأته عائشة يوماً وقد ذبح شاةً يقول: أرسلوا إلىٰ أصدقاء خديجة