97
صدقت الرؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين. . . وفديناه بذبح عظيم. . . . 1، وجاء الفداء، وأُمر إبراهيم بذبح الكبش مكان ولده.
ومن هنا فإنّ نحر الأُضحية - وهو آخر أعمال الحاجّ في حال الإحرام - إلىٰ جانب كونه إحياءً لذكرىٰ فداء إبراهيم العظيم في مقابل تلك التضحية التي تحيّر العقول وتأخذ بالألباب، فإنّهُ يعلّم الحاجّ التضحية بماله في سبيل اللّٰه، تضحيةً تعود عليه وعلىٰ سائر المسلمين بالنفع المادّي، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير 2.
وعلى المسلمين في العالم أن يسعوا بتعاونهم وتخطيطهم المشترك - إلىٰ إكمال مشروع تجميد لحوم الأضاحي وتعليبها، بشكل يضمن التطبيق الكامل لحكمة هذا التشريع الواردة في القرآن الكريم، ويحول دون الإسراف وإفساد هذه اللحوم ودفنها في التراب، حتّى لا يتسبّبوا في تضييع هذه المنفعة العامّة.
التقصير:
هو أحد مناسك عمرة الحجّ، وبه تختم العمرة، فهو خاتمة مقطع من الحجّ، ويؤدّى بأخذ مقدار من شعر الرأس، أو اللحية والشارب، أو تقليم الأظفار.
ويحل لك - بعد التقصير - كثير من محرّمات الإحرام، ولكنّك لستَ محلاً بالكامل بعدُ، ولا تزال غير قادر على الاستجابة لكلّ غرائزك الشهوانيّة الأساسيّة، إذ إنّ حرمة التعطّر والجماع مستمرّة إلىٰ ما بعد التقصير في مقطع من الحجّ.
ويمكن أن يكون التقصير علامة علىٰ أنّك وفّقت - إلىٰ حدّ ما - في مرحلة تطهير الجسد والروح، وها أنت يجب عليك - لتنجح نجاحاً كاملاً - أن تؤدّي قسماً آخر من المناسك في منىٰ، ومكّة أيضاً. إذن، فإنّ للأمل والرجاء - هنا في منىٰ - تجلّياً خاصّاً، فهل - تُرىٰ - سمّيت منى بمنى لهذا السبب؟ !
أورد كلّ من محمّد الغزالي في