90الأرض، وقد أُعيد بناؤه علىٰ يد إبراهيم الخليل - هو الحمىٰ، والملجأ الدينيّ والكهف الاجتماعيّ الحصين لجميع الناس.
ولا يوجد في أيّ نقطة من هذا العالم - لقوم، أو قبيلة، أو عرق، أو طائفة - مركز فيه هذه المميّزات مع ما فيه من الجاذبية والمعنوية والحرمة والقدسيّة لهذا البيت.
ومراكز الأمن (الدول المحايدة) التي تُعدُّ ملجأً للمظلومين وحتّى المجرمين، ما هي إلّامن الإبداعات الحديثة في القرون المتأخّرة، وكما قال الطنطاوي: إنّ اللّٰه ألهم الناس أن يقوموا بعمل أوحاه إلىٰ نبيّه إبراهيم عليه السلام.
الحرم:
تحيط بالكعبة من جهاتها الستّ منطقة محرّمة، وهي الحرم الإلهيّ الآمن، وفي هذه المنطقة - التي ذكرت حدودها في الكتب الفقهيّة - تقع علىٰ عاتق الحجّاج بل وغيرهم، أحكامٌ ومسؤوليّات، منها عدم جواز التعرّض لأمن ما يضمّه الحرم: فنبات الحرم آمن، وحيوانه آمن، واللاجىء إليه آمن، والحرب فيه محرّمة و. . . ، كلّ هذا رعاية لحريم بيت اللّٰه المطهّر، وإسباغاً للمعنويّة والقدّسيّة والإحترام علىٰ هذه البقعة، وليكون هذا المكان الواسع - إلىٰ حدّ ما - مكاناً يتميّز علىٰ كلّ ما سواه، خالصاً لمنافع الإنسان المادّية والمعنويّة.
فالحرم منطقة صلح كامل، وأمن كامل، وحبّ وتعاون كاملين، يخضع فيه الإنسان لسيطرة كاملة، فيمنع حتّىٰ من التعرّض للنبات والحيوان، فما بالك بأخيه الإنسان؟ !
الإحرام:
من جملة الأفعال الواجبة لدخول الحرم، الإحرامُ، وما أَروع اتّحاد مادّة (الحرم) و (الإحرام) ، ويمكننا القول - بتعبير أدقّ - إنّ الإحرام يُعدّ تمثيلاً للحرم في وجود المحرِم؛ فكأنّ الحاجّ الذي يلبس ثوبي