9الإسلامي، وعلىٰ تقريبهم روحاً وواقعاً من القدرة والعزّة والوحدة. وشلّ هذا الجانب من الحج إنّما هو غلق نبع يفيض على المسلمين بمنافع لا يمكن تحقّقها من أية وسيلة أخرىٰ.
الاقتدار الوطني في المجتمعات البشرية مفتاح النجاح والتطور، والوسيلة اللازمة لتحقيق الحياة الطيبة لأفراد المجتمع. والمقصود بالاقتدار الوطني أن يتمتّع المجتمع والبلد بالأخلاق والعلم والثروة والنظام السياسي الفاعل والإرادة الشعبية.
صحيح أنّ المجتمعات المقتدرة إن افتقدت التوجيه والإرشاد والعدالة فستكون علومها وثرواتها عاملاً علىٰ طغيانها، وعلىٰ زوال أخلاقها وإرادتها، وعلىٰ دفعها نحو الانحطاط، كما تظهر اليوم أمارات ذلك في أمريكا ونظائرها، غير أنّ فقدان ذلك الاقتدار سيعجّل كثيراً من الانحدار في الانحطاط الأخلاقي والسياسي، وسيسلب الشعوب دنياها وآخرتها وعلمها وأخلاقها وكلّ شيء لديها. من هنا فإن تعاليم الإسلام السياسية والإجتماعية تتّجه جميعاً نحو اعتلاء الأمة الإسلامية سلّم الاقتدار والسيادة في الحقول العلمية والأخلاقية والسياسية والروحية والمادية. واليوم فإنّ المخلصين الواعين من قادة شعوب العالم يسعون إلىٰ استثمار كلِّ الإمكانيات والطاقات المتاحة لتصعيد اقتدار شعوبهم.
الأمة الإسلاميّة الكبرىٰ مع وجود عددها وعُدتها تفتقد العزّة والاقتدار على الساحة العالمية. كيف يمكن أن تستعيد عزّتها وقدرتها اللائقة بها؟ هذا السؤال يجب أن يتردّد على الألسنة وفي الأذهان لدى كلّ المسلمين، خاصة القادة والمسؤولين والعلماء والمثقّفين والشخصيات الإسلامية، وأن يجدّوا للإجابة عنه.