47الأضحية في يومنا هذا من أظهر مصاديقه، واما أدلة الأضحية فإطلاقها أضعف منها بالنسبة الىٰ ما نحن فيه؛ لأنه من أخفىٰ مصاديقها.
سلمنا أنهما متساويان من حيث القوة والضعف، والظهور والخفاء، فاللازم التساقط في محلّ الاجتماع، فيرجع الى الأصول العملية، والأصل العملي في المقام هو: البراءة؛ لأنه من قبيل الأقل والاكثر الارتباطيين، والمعروف بين المعاصرين والقريبين من عصرنا إجراء البراءة فيه وهو الأقوىٰ، فيسقط الأمر بالأضحية هنا، وإن كان الاحتياط فعلها في محل آخر، لا يحصل من الأضحية فيه الإسراف والتبذير.
هذا كلّه إذا قلنا: إنّهما يتعارضان.
وإن قلنا: إنّ هذين من قبيل المتزاحمين، وإن ملاك الأضحية موجود في مثل هذه الأضاحي، كما أنّ ملاك الإسراف أيضاً موجود فيها، فأللازم الأخذ بأقوىالملاكين، ولا دليل علىٰ أن ملاك الأضحية أقوى، بل الأمر بالعكس. ولكنّ الإنصاف أن المقام ليس من قبيل المتزاحمين، فإن وجود ملاك الأضحية في المقام دعوى بلا دليل، فاللازم معاملة المتعارضين معهما.
إن قيل: وجود ملاك الإسراف أيضاً دعوى بلا دليل.
قلنا: يلزم هذا الكلام الشكّ في وجود أحد الملاكين إجمالاً، وهذا اعتراف بخروج المقام عن بحث التزاحم، ودخوله في مسألة التعارض، فيعود الكلام السابق فيه.
هذا كله علىٰ سبيل المماشاة، وإلّا قد عرفت أنّه لا ينبغي القول: بشمول إطلاقات الأضحية للموارد، التي لا تصرف فيها لحوم الأضاحي، فيما يلزم صرفها فيه، مع قطع النظر عن دليل الإسراف، ومع ملاحظته، فالأمر أوضح 1.