230الأرض أشبه ما يكون بالمصباح في المشكاة، يهدي إليه من يشاء. .
وهذا هو مضمون الحديث المتواتر: «إنّ اللّٰه - تعالى - لا يخلي أرضه من حجّة، إمّا ظاهراً مشهوداً، أو خائفاً مغموراً» .
* * *
وبعد الزيارة، اقترح صاحبي أن نجلس عند جدار البقيع، ونكمل حديثنا عن الإمام المهدي عليه السلام، فجلسنا، وقال:
- أتعني: أنّ الإمام المهدي عليه السلام هو في عصرنا مركز النور الإلٰهي في آية النور؟
- يا صاحبي إنّ مقتضى قوله مثل نوره كمشكاة أن هذه المشكاة موجودة دائماً في الأرض، لأنّه كلام مطلق من حيث الوقت وليس مقيّداً بزمان، والحديث النبوي الذي رواه السيوطي صريح في ذلك.
- أقول: إنّ الأفعال الإلٰهية في الأرض والناس تتمّ بواسطة الإمام المهدي عليه السلام؟ !
- بل أقول: إنّ للّٰهمصباحاً في أرضه هو مركز نوره، ولا شكّ في أنّه كان متمثلاً بالنبيّ صلى الله عليه و آله، وكان له دوره في إشعاع النور الإلٰهي، ودوره في فيض العطاء الإلٰهي أكثر من تصوّرنا العادي. .
ثمّ لا شكّ في أنّ هذا المصباح تمثل من بعده بعليّ والأئمة من ولده عليهم السلام ضمن الحدود التي أخبر بها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله. .
أَما فهمت من سؤال أبي بكر للنبي أنه أراد أن يعرف أن بيت عليّ وفاطمة - الذي يؤكد الرسول دائماً أنّه بيته، وأنّ أهله هم أهل بيته - هل هو من بيوت الأنبياء ومراكز النور الإلٰهي؟ فأجابه النبيُّ صلى الله عليه و آله: بأنه ليس فقط جزءاً منها بل هو من البيوت المميّزة فيها! !
أَما قرأت سورة القدر وملائكتها المتنزلة في كلّ عام بكلّ أمر. . ؟
أَما تأمّلت في هذا التعميم؟ !
إنّ مقام نبيّنا ومقام أوصيائه يا