229
يوقدُ من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتُها يضيء ولو لم تمسسه نار نورٌ على نور يهدي اللّٰه لنوره من يشاء ويضرب اللّٰه الأمثال للناس واللّٰه بكلّ شيء عليم في بيوت أذن اللّٰه أن ترفع ويذكر فيها اسمُهُ يُسبّح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر اللّٰه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة. . . ؟ 1.
يعني أنّ لنوره - عزوجل - مركزاً في الأرض، وأنه مثل المشكاة، وأنه - تعالى - يضرب هذا المثل للناس الساكنين على هذه الأرض! !
فأين هو هذا النور الإلٰهي، والمشكاة والمصباح المتوقّد؟ . .
كيف يمكننا أن نقبل أقوال المفسرين بأن الآية التي بعدها: في بيوت أذن اللّٰه أن ترفع لا علاقة لها بآية النور، ونغمض عيوننا عن الحديث النبوي الذي نرويه عن أهل البيت عليهم السلام، ويرويه السيوطي والثعلبي بأنّ هذا النور الإلٰهي موجود في هذه البيوت، وأنّها بيوت الأنبياء والأئمة؟ !
يقول السيوطي في الدر المنثور: 2«وأخرج ابن مردويه عن أنس ابن مالك وبريدة قال: قرأ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله هذه الآية في بيوت أذن اللّٰه أن ترفع فقام إليه رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول اللّٰه؟ قال: بيوت الأنبياء. فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول اللّٰه، هذا البيت منها - لبيت علي وفاطمة -؟ قال: نعم من أفاضلها» !
وكيف نقنع بتفسير المفسّرين لهذه البيوت بأنها المساجد، وبأن مشكاة نور اللّٰه في الأرض هي قناديل المساجد التي يضيؤها الناس بالشمع، والنفط، والكهرباء؟ !
ألا ترى أنّ مطلع الآية اللّٰه نور السماوات والأرض يمهد للمسألة ويلخّصها كلّها. . فهو - عزوجل - نور خلق السماوات والأرض. . ونور استمرار وجودها وحياتها. . ونور كل شيءٍ فيها. . وله في كلّ عصر نور في