209
لا تخذلا وانصُرا ابن عمِّكمَا
قال: فلما آمنت به ودخلتُ في الإسلام، سألت النبيَّ صلى الله عليه و آله عن تيك الصلاة، فقال: نعم، يا صلصال هي أول جماعة كانت في الإسلام 1.
صفاته:
لقد اجتمعت في جعفر خصال كثيرة قلما تجتمع في غيره، فقد اتفقت مصادر ترجمته عليها، فإضافة إلىٰ شبابه وحيوته وفتوته وشجاعته كان حليماً بارّاً متواضعاً، وكان يخشى اللّٰه خشية عظيمة، حتىٰ إنه قبل إسلامه كانت نفسه وكأنها قد جبلت علىٰ كره المحرمات.
يقول ابن عباس في رواية له: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لجعفر بن أبي طالب: إن اللّٰه تعالىٰ أوحى إليّ أنه شكرك علىٰ أربع خصال، كنتَ عليهن مقيماً قبل أن يبعثني اللّٰه، فما هن؟
قال له جعفر: بأبي أنت وأمّي، لولا أن اللّٰه أنبأك بهن ما أنبأتك عن نفسي كراهية التزكية: إني كرهت عبادة الأوثان؛ لأني رأيتها لا تضرّ ولا تنفع. وكرهت الزنا. . . وكرهت شرب الخمر؛ لأني رأيتها منقصة للعقل، وكنت إلىٰ أن أزيد في عقلي أحبّ إليّ من أن انقصه. وكرهت الكذب؛ لأني رأيته دناءة 2.
ما أعظمك يا جعفر في الجاهلية كما ما أعظمك في إسلامك!
كان جعفر جواداً كريماً سخياً سمحاً، فقد قال فيه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: أسمح أمّتي جعفر.
ولطيب نفسه ومراعاته لضعفاء الناس ومساكينهم كان رسول اللّٰه يكنيه أبا المساكين.
فعن أبي هريرة قال: كان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم